الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
أرسل لنا
النسخة الكاملة
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
أرسل لنا
النسخة الكاملة
2025-12-27 - السبت
English
English
الرئيسية
محلية
عالمية
اقتصادية
رياضة
وفيات و حوادث
حياتنا
طب وصحة
علوم وتكنولوجيا
امراة و طفل
فن وثقافة
معالم سياحية
شخصيات من بلدي
كتاب نيروز
بنوك و شركات
مدارس و جامعات
مناسبات
برلمان
المؤرخ عمر العرموطي
مقالات مختارة
وفيات اليوم
المؤسس : خليل سند الجبور
آخر الأخبار
سوريا: تفجير مسجد في مدينة حمص «محاولة يائسة» لزعزعة الأمن والاستقرار
أجواء دافئة ولمسة أنيقة.. دعاء صلاح تحتفل بالكريسماس على طريقتها الخاصة
الجامعة العربية تدين بشدة اعتراف الكيان الإسرائيلي بما يسمى «جمهورية أرض الصومال»
15 ألف زائر للعقبة خلال عطلتي نهاية الأسبوع والعيد المجيد
لجنة "حماية المهنة" ترصد الحسابات المنتحلة للصفة الصحفية
سباق الخيل على كأس الإناث يشهد تنافسًا قويًا وتتويج «مانيا غريتشا ستار» بلقب الشوط الرئيسي
المؤتمر الدولي الثالث حول التوجه الريادي والإبداعي يختتم اعماله
دوام دائرة الجمارك السبت لتطبيق قرارات تخفيض الغرامات
وزارة الإدارة المحلية توجّه البلديات لرفع الجاهزية للتعامل مع المنخفض الجوي
بلدية السلط الكبرى تمدد الدوام الرسمي لقسم ضريبة المسقفات
422 طالبا من ذوي الإعاقة يتقدمون للامتحان التكميلي ضمن ترتيبات خاصة
وفيات الأردن اليوم السبت 27-12-2025
الطفل عبدالكريم قشطة يرفع اسم الأردن عاليا في المسابقة العالمية لذكاء الأرقام
روسيا: العقوبات تؤجل خطة رفع إنتاج الغاز المسال 3 أضعاف
بلديات لواء الكورة تتجهز لزراعة 30 ألف شجرة لتعزيز الغطاء الأخضر
نحو 350 منزلًا مهجورًا في عمان .. ولجنة مشتركة للتعامل مع مخاطرها
البلبيسي: تعامل الأردن مع الأوبئة من أفضل التجارب إقليميًا عالميًا
الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة: لا تربطوا المزاريب على الصرف الصحي
مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ينددون باعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة ذات سيادة
النفط يهبط دولارا وسط توقعات بتخمة في المعروض
الوفيات
وفيات الأردن اليوم السبت 27-12-2025
وفاة المُعلم أحمد زامل السليحات
وفاة الحاج علي والد الزميل الصحفي وجدي النعيمات
المحافظ السابق فايز حسين سليمان العبادي في ذمة الله
وفاة الحاجة حورية محمد العواد أبو هزيم
وفيات الأردن اليوم الجمعة 26-12-2025
نيروز الإخبارية تعزي الزميل علي النجادات بوفاة شقيقه محمود
عبدالله زايد عرب العون في ذمة الله
وفاة صديق الملك الحسين عالم الفيزياء النووية رياض الحلو ابن العقبة
وفاة الدكتور رياض عادل الحلو رئيس بلدية العقبة الأسبق
وفيات الأردن اليوم الخميس 25-12-2025
رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا ينعى وفاة الزميل المهندس محمد العمايرة
الحديدي يعزي بوفاة العقيد المتقاعد حامد محمد الخليفات
الموت يغيب الممثل القدير والمخرج الفلسطيني محمد بكري
وفاة الشاب محمد العمايرة في حادث سير بالعقبة
شكر على تعاز من عائلة الناصر / خضير/ بني صخر.
فرج عبد الرحيم الفرج أبو رمان "أبو محمد " في ذمة الله
وفيات اليوم الاربعاء الموافق 24-12-2025
وفاة الحاجة فضية زوجة المرحوم علي عافي الفريوان الجبور
مرزوق أمين الخوالدة يرثي خالته
15 ألف زائر للعقبة خلال عطلتي نهاية الأسبوع والعيد المجيد
لجنة "حماية المهنة" ترصد الحسابات المنتحلة للصفة الصحفية
المؤتمر الدولي الثالث حول التوجه الريادي والإبداعي يختتم اعماله
دوام دائرة الجمارك السبت لتطبيق قرارات تخفيض الغرامات
وزارة الإدارة المحلية توجّه البلديات لرفع الجاهزية للتعامل مع المنخفض الجوي
بلدية السلط الكبرى تمدد الدوام الرسمي لقسم ضريبة المسقفات
422 طالبا من ذوي الإعاقة يتقدمون للامتحان التكميلي ضمن ترتيبات خاصة
وفيات الأردن اليوم السبت 27-12-2025
كتاب نيروز
حَــكَــايـــا فِـــنــجـــان قَـــهــوَتـــي (18) نَــــظَـــرِيَّــــة البِدايات الــجَديـــدة
كتاب نيروز
الخميس-2024-09-05 | 10:40 am
نيروز الإخبارية
:
صَباح مُختَلِف عَن كُل صَباح ، شُعور بالرِّضى انتابَني فَحَمَدتُ الله كَثيراً عَلى نِعمِه التي لا تُعَدّ ولا تُحصى،
غادَرتُ مَنزِلي وأَنا أَستَشعِر كَمِيَّة النِّعَم التي أَحيا بِها ، رَكِبتُ سَيّارَتي وتَحَرَّكتُ مُنطَلِقًا نَحوَ عَمَلي ولِأَوَّل مَرَّة أَنتَبِه لِأَرقامِ السَّيارات التي تَسير أَمامي بَعضها عَشوائي وبَعضها مُتسَلسِل وبَعضها تُحِسّ أَنّه جَميل وأُخرى تَشعُر بِأَنّها أَرقام بَشِعَة ولكنّ لِماذا نَشعُر بِجَمالِ الأَرقام ؟ وهَل هُناك جَماليَّة للأَرقام ؟ وهَل هُناك دَلالَة لَها غَير النِّظام والتَّرتيب؟! فالأَعداد تُفيد التَّرتيب والتمييز فالعالَم الرَّقمي مَقصود بِه اعطاء رَقَم يُمَيّز شَخص أَو آلة عَن أُخرى ، وتَذَكَّرتُ أَنّ هُناك العَديد مِنَ الأَشخاص يَدفعونَ ثَمَناً لهذه الأَرقام المُمَيَّزَة مِئات الآلاف مِن الدَّنانير! ولكن لِماذا ؟!
عَلى سَبيل المِثال: هَل 22/2222 أَجمَل مِن 10/67531 ؟
لا أَدري! ولكنّ الأَوَّل بِصَراحَة أَجمَل .. ضَحِكتُ مليًّا وأَكمَلتُ مُراقَبَتي لِتِلكَ الأَعداد مُحاوِلاً البَحث عَن رابِط بَينَ أَرقام السيّارات والبَحث عَن دَلالَة لَها .. ولِماذا نَتفاءَل بِرَقَم ونَتَشاءَم مِن آخر؟! هَل التَّجرُب هِيَ السَّبَب؟!
وَصَلتُ مَكتَبي بَعدَ أَن أَلقيتُ تَحِيَّة الصَّباح عَلى زُمَلائي وما أَن وَصلتُ حَتّى جاءَ صَديقي العَزيز فِنجان القَهوَة .. أَهلاً يا عَزيزي فعَلّك تُساعدني بالخُروج مِن عالمِ الأَرقام الذي أَكادُ أَغرَق فيه ..
ذَهَبتُ لِسَيِّدَتي فَيروز فإِذ بِها تَشدو ..
آل قايل عن حبِّي وحبَّك مش حلو ..
تذكّرلي بحياتك هالحُبّ أدَّيه إلو ..
إذا كايِن حلو وصَفّى مِش حلو ..
إلك منِّي وعْلَيٍّي عيدو من أوَّلُو ..
شَعَرتُ بأَنّي أَسمَع الأُغنِيَّة لِأَوَّل مَرَّة ، أَعَدتُ المَقطَع الأَوَّل عِدَّة مَرّات ، فَهَل مِن المُمكِن أَن يُسيءَ المُحِبّ إِلى الطَّرَف الآخر وأَن يَذكُرَه بِكَلِماتِ حَسب .. وَصَفَ زِياد الرَّحباني ( مِش حِلوة ) ؟!
ولِماذا لا تَكون قِصَّة الحُبّ لها مِن الخُصوصِيَّة ما يَجعلها فَقَط بَينَ طَرَفين ، تَبدَأ مَعها بِحُلوها ومُرِّها ، وتَنتَهي كالسِّر العَميق داخِل صَدرَيهِما فَقَط ، لِمَ نَجعَلُ حَياتَنا الخاصَّة حَديثًا يَلوكه الآخرون ؟! وهُنا تَذَكَّرت..
عَدَدًا مِن مَشاهير هذه الأَيّام والذين يَنشرون عَلى وَسائِل التَّواصُل الاجتِماعي أَدَقّ أَدَقّ تَفاصيل حَياتِهم قِصَص زَواجهم ، ملابسهم ، خِلافاتهم الأُسَرِيَّة والزَّوجِيَّة ، حِكايات أَبنائِهم وأَصدِقائِهم ، طَعامهم..
والأَدهى والأَمرّ بِأَنّ هُناك المَلايين مِمَّن يُتابِعون هذه التَّفاهات بِشَغَف ، وفي المُقابِل تَجِد مَن يُقَدِّم مُحتَوى راقٍ بِطَريقَة رائِعَة لا يُشاهده سِوى أَصدِقائه وأَفرادِ أُسرته !
إِذًا هُوَ تَدَنٍّ في الذّوق العام بَل انحِدار فيه وهُوَ حَصيلَة لِحَرب مُمَنهَجَة مُنذُ سَنَوات ضِدّ القِيَم والعادات والتَّقاليد وبَعض المَفاهيم التي تَجعَل المُجتَمَع مُتَماسِكاً ..
رَشَفتُ رَشفَةً أُولى مِن الفِنجان .. وتَأَمَّلتُ وجهه الذي تَكَسّر إِلى قِطَع عَشوائِيَّة ويكَأَنَّه تَفَتَّت وهُنا تَذَكَّرتُ أَنّ الأُسرة هِيَ اللبنة الأُولى في المُجتَمَع فإِذا تَفَكَّكَت فإِنَّ المُجتَمَع كَكُل سَيتَفَتَّت كَسطحِ فِنجانِ القَهوَة هذا لِذا وَجَب عَلى كُلّ مِنّا أَن يُحافِظ عَلى تَماسُك أُسرَتِه ، ولكنّ ما الذي يُفَكِّك الأُسرَة ؟ وكَيفَ يَضيع الأَبناء أَمام ناظِري آبائِهم وأُمّهاتِهم ؟ رُبَّما هُوَ الاهتِمام والحِوار ، فَظُروف العَمَل قاسِيَة هذه الأَيّام لِأَنّ كَمالِيّات الحَياة تسرق جُلّ الوَقت وتَستَنزِف طاقَة الأَب والأُم؛ فَيُترَك الأَبناء فَريسَة للأَجهِزَة الالكترونِيَّة مِن خَلَوِيَّات وغيرها وما تُقدّمه مِن سُموم مَدروسَة بِعِنايَة ، بِهَدَف إِفساد الجيل عَبرَ بَرامِج ظاهرها المُتعَة وباطنها هَدم القِيَم ظاهرها الخَير وفي باطنها كُلّ الشَّر ..
رَشَفتُ رَشفَةً أُخرى مِن الفِنجان .. فاختَلَطَت تِلكَ الأَجزاء المُحَطَّمَة واندَمَجَت لتُحدِث شَقًّا طَويلاً أَشبَه ما يَكون بالبَرق .. ولكنّ البَرق ما المَقصود بذلك ؟! رُبَّما البَرق رُبِطَ بالغَضَب أَو العِقاب أَو الإِنذار الذي يُسَبِّب الغَضَب أَو مِن جِهَة أُخرى هُوَ المُنَبِّه الذي يُسَبِّب الخَير فالبَرق والرَّعد يَليهما المَطَر الذي يَحمل كُلّ الخَير ، وهل لذلك عَلاقَة بِتَفَكُّك الأُسَر ، رُبَّما هُوَ مُنَبِّه يَقول لَنا بِأَنّ إِهمال الأَبناء سَيُؤدّي إِلى كارِثَة أَكبَر مِمَّا نَتَخَيَّل والبَرق هُنا هُوَ لكي نَنتَبِه مِن غَفلتنا ونتيقّظ لأَنّ هذا الجيل عَلى حافَّة الضَّياع وبالتّالي فإِنَّ المُستَقبَل كُلّه والذي نُراهِن فيه عَلى أَبنائِنا هُوَ في مَهبّ الرّيح ، وفي خَطَر إِذاً فإِن مُستَقبَل أُمّتنا في خَطَر إِذا ما تَركنا أَبنائنا بِدون مُتابَعَة وتَوجيه ..
وعُدتُ لِسَماعِ فَيروز ..
قال قايل إشيا بشعة عنّي (مَعْلَيْش مَعْلَيْش ) ..
أخبارك مش عم بتطَمِّنِّي (مَعْلَيْش مَعْلَيْش) ..
إيّامك قدّامك .. الله يخلّي إيامك ..
إنت ما بيطلع مِنّك إلّا كِل شي حلو ..
قَد نَسمع كَثيرًا مِنَ الذين يَعشقون نَقل الكَلام ، كَلام مسيء عَلى لِسان فلان ، فلان قالَ عَنك كذا وكذا .. فَماذا تَفعل عادَة ؟ كَثيرون ما يأخذون مَوقِفًا مُباشِرًا ضِدّ هذا الشَّخص دون التَّأَكُّد مِن أَنّ هذا الكَلام أَو التَّصَرُّف قَد صَدَر عنه!
وهُنا وَجَبَ عَلى كُل مِنَّا التَّأَكُّد مِن أَي عِبارَة تنقل إِليه بَل وأَنا أَقوم أَيضًا بِمُواجَهَة الطّرفين ، غالِباً في العَمَل أَو في الحَياة العادِيَّة لِأَضَع حَدًّا لِناقِل الكَلام السَّيِّء إِن كانَ كاذِبًا، أَو حَتّى أَصِل للحَقيقَة إِن كانَ الكَلام دَقيقاً !! ولكنّ لِمَ هُناك فِئَة مِن النّاس تَسعَى دَوماً لإِفساد حَياة فِئَة أُخرى، هَل الدّافِع لذلك هِيَ الغيرَة أَم الحَسَد أَم ضَعف الثِّقَة بالنَّفس أَم الشَّر ؟ وهَل هُناك أَشخاص أَشرار ؟ أَم أَنّ الطّبيعة البَشَرِيَّة تَميل للطيبَة بالغالِب ؟! وهُنا بَدَأتُ أَستَعرِض بَعض من يُحيطونَ بي مُحاوِلاً تَصنيفهُم إِلى أَخيار وأَشرار!
فَتَوَصَّلتُ إِلى أَنّ كُل إِنسان يَحوي الخَير والشَرّ بِنِسَب يُحدّدها المَوقِف فهذا الخيّر قَد يُصبِح شرّيرًا لِأَمسّ دَرَجَة إِذا ما وضع في ظُروف معيّنَة وذلك الشّرير ، قاسِ القَلب ، قَد يُصبِحُ مُصلِحاً اجتِماعِيًّا في مَواقِف مُعَيَّنَة إِذًا فَلا تَستطيع إِطلاق أَي صِفَة عَلى البَشَر بِشِكل مُطلَق فالكُلّ يَحوي الخَير والشَّر، الشَّجاعَة والجُبن، الكَرَم والبُخل، الجَمال والقُبح، إِلّا حَبيب فَيروز الذي " ما بيطلع منه إِلّا كُل شي حلو " فَهُوَ لا يَحوي إِلا الجَمال.. الجَمال فَقَط !
وعُدتُ لِفَيروز
أخبارك يعني كِلّا منيحة (مَعْلَيْش مَعْلَيْش) ..
الحمدلله يومية في فضيحة (مَعْلَيْش مَعْلَيْش) ..
يعني ماشي حالك .. وإذا عم بخْطُر على بالك ..
ما تكسّر فيِّي حتّى أْمورك يتسهّلوا ..
الحَمدلله يوميه في فضيحة ، وهُنا تَذَكّرت مَن يستثمر الفَضائِح بِهَدَف الشُّهرَة وتَذَكَّرتُ هُنا أَحَد الأَشخاص في الأُردن والذي ظَهَر للإِعلام بأَنّه مُعتدى عَليه حتّى يُلفِت الانتِباه له وتَبيّن أَنّه رتّب من ابن اخته تِلكَ الحادِثَة فَفُضِحَ أَمره وانشَهَر ولكنّه ذهب إِلى مَكان في الشّهرة غَير المَكان الذي كان يَسعى الوُصول إِليه ! فالبَعض يُخلّده التّاريخ والبَعض الآخر تُخلّده مَزابِل التّاريخ ، ولكن هَل حَياة المَشاهير جَميلَة ؟!
هَل مِن المُمتِع أَن تُلاحقك الأَضواء والمُعجَبين والمُعجَبات أَينَما حَلَلت ؟ أَي أَن تَنعَدم خصوصيّة حياتك ؟!
أَنا شَخصيًّا لا أُحِبُّ ذلك وأُحِبُّ أَن أَعيش خُصوصيَّتي دونَ تَطَفُّل مِن الآخرين ..
ولكنّ الشُّهرَة الآن مُرتَبِطَة بِعَدَد المُتابِعين والمُعجَبين والمُعجبات لِأَنّها تَدِرُّ الكَثير مِنَ النُّقود فالمُحتَوَى المُقَدَّم غَير مُهِم، المُهِم أَن تَحصُد الإعجابات وأَن يَزيد عَدَد المُتابِعين فلذلك نرى ذلك الكهل يُقَلِّد الحَيوانات تارة ويَرقُصُ بِطَريقَةٍ مُخزِيَة تارةً أُخرى علَّ وعَسى أَن يَزداد عَدَد مُتابِعيه ، وفي سوقِ الفَتيات كُلَّما قلَّعتَ مَلابِسَكَ أَكثَر زادَ عَدَد مُعجَبيكَ أَكثَر وأَكثَر!! فَإِلى أَينَ تَحمِلُنا الطَّريق ؟!
بوصلَة تائِهَة في بَحرٍ مليءٍ بالتًّفاهات !
رَشَفتُ رَشفَةً أُخرى مِن الفِنجان .. الذي ذابَ وَجهه تَماماً ، رُبَّما ذابَ خَجَلاً مِما يُشاهِد مِن تَصَرُّفات مُخزِيَة فَأَحياناً نَرى ما يُذيبنا خَجَلاً ، فَأَصبحنا نَحنُ مَن نَخجَل ولَيسَ مَن يَقوم بالتَّصَرُّف المشين!
وتُكمِلُ سَيِّدَتي فَيروز ..
مش قادر تلغي الماضي كِلّو (مَعْلَيْش مَعْلَيْش) ..
والحاضر مش حاضر مَحَلّو (مَعْلَيْش مَعْلَيْش) ..
شو بيصير لَو تنوي .. ترمِيلَك كلمة حلوِة ..
كلّ اللي حملتو منّك برجع بتحمَلّو ..
هَل مِنَ السَّهل إِلغاء الماضي ؟! وهَل الحاضِر يَحلُّ مَحَلّه أَم أَنّ لا شيء يأخُذ مَكان أَي شيء آخر، فَلا حاضِر يمحي الماضي ، ولَيسَ هُناك إِنسان يَأخذ مَكان إِنسان آخر فلكل مكانه الخاص فالحاضِر حاضِر والماضي ماضٍ ، والحاضِر الآن يُصبِح بَعدَ دَقائِق ماضٍ ، إِذاً فَكُلّ الأَوقات مُهِمَّة وأَخطاء الأَمس يَجِب أَن لا تُكَرِّرها الآن وغَداً لِأَنّ الماضي يَستَحيل إِرجاعه لِأَنّه مَضى .. وأَمامَكَ المُستَقبَل لِتُحقِّق فيهِ ما تُريد فالذّكي مَن يَستَفيد مِن تَجاربه السّابِقَة ولا يَتَوَقَّف عِندها ولكن مَن مِنّا يَفعل ذلك ؟! فَقَد يَمُرّ أَحدهم بِتَجرُبَة فاشِلَة في حياته الماضِيَة أَو العَمَلِيَّة تَستَنزِف طاقته وتَقتُل الطّموح فيه لا وبَل تصيبه بالإِحباط الذي قَد لا يتجاوزه مُستَقبلاً ولكنّ أَقول لهؤلاء ..
ما الفائِدَة مِنَ التَّباكي عَلى أَحداثٍ قَد مَضَت فَهَل البُكاء سَوفَ يُعيد لَنا الفُرصَة لِنُصلِح ذلك الاخفاق ؟!
طالِب أَنهى الامتِحان وتَعَثّر هل نَظَل نَلومه ونقرّعه أَم أَن نُرَتِّب لَه أَوراقه وأَن نُرشده بِأَن لا يُكَرِّر أَخطاءه لِيَنطَلِق مِن جَديد ويُحَقِّق النَّجاح ؟!
فَهَل عِقاب الأَبناء الذين يتَعَثّرون أَكاديميًّا يَجعلهم يَتَفَوَّقون لاحِقًا أَم أَنَّه يَزيد تَعثّرهم ويسرق منهم ثقتهم بِأَنفُسهم! فيُصبِح لَدينا طالِب متعثّر ولديه عُقدة فَشَل تَحوي مِئات المَشاكِل النَّفسِيَّة مِن صِنف تَقدير الذّات والاحباط ! لِذا حَفّز وانصَح مَن تعثّر وخُذ بِيَدِه وأَرشده لِطَريق النَّجاح في المَرّات القادِمَة !
فَتاة انفَصَلَت عَن زَوجِها لِأَي سَبب كان هَل نلومها ونُعاقبها ونعذّبها أَم نَقِف بِجانبها لنَزيدها قُوَّة لِمُجابَهَة الحَياة ، ونُساعدها في البِدء بِحَياة جَديدَة! ونَزرع فيها اليَقين بِأَنّ القادِم أَجمَل!
رَشَفتُ الرَّشفَة الأَخيرَة مِن فِنجاني .. وأَنا أُفَكّر في أَنّ مُعظَم المَشاكِل المُجتَمَعِيَّة ناتِجَة عَن التَّأَخُّر في مُعالجة المَشاكِل وعَدَم مُعالجتها بِطَريقَة إِيجابِيَّة وأَولي الأَمر غالِباً ما يفرّغون جام غضبهم عَلى الطرف المقصّر دونَ السّماع له أَو مُحاوَلة مًساعدته والوُقوف إِلى جانبه فالمُدير يصب غضبه عَلى المُوَظَّف ، والمُوَظَّف عَلى زوجته ، والزَّوجَة عَلى الأَطفال وهكذا إِلى أَن يضيع مِن بَينِ أَيديهم فيُصبِح عالة عَلى المُجتَمَع فتُقَدّم للمُجتَمَع شَخصيّة فاشِلَة اعتِماديّة وتَتَسائل لِماذا أَصبح ولدنا هكذا ؟!
وهُنا أَتَذَكّر قِصَّة مَن الذي ( رَكَلَ القِطَّة ) موظَّف يعمل لِدى مُدير مُستَفِز قامَ المُدير يكيل الشَّتائِم له لِتَقصيره بالعَمَل فَخَرَج مِن مَكتَب المُدير مستفزًّا غاضِباً ، صادفه مُوَظّف أَقَل دَرَجَة مِنه سأَله عَن مَوضوع مُعَيَّن فَقامَ بالصّراخ في وجهه فاستفزّ هذا المُوَظَّف والذي كانَ مَسؤولاً عَن الاجازات وأَثناء عودته لِمَكتبه صادفه أَحَد المُوَظّفين طالِباً المُغادَرَة للضرورة القصوى كون طفله قَد أُصيب في المَدرَسَة ومَطلوب منه أَخذه للمشفى فَرَفض هذا المُوَظّف طَلَب زَميله بِطَريقَة مُستفزّة فاضطر أَحَد المُعلّمين لِأَخذ الطِّفل للمَشفى وثُمَّ إِعادته لمنزله وعندما عادَ الأَب للمَنزِل رَكَض نَحوه طِفله الأَصغَر ليحتضنه فدفعه بِعُنف فَذَهَب الطِّفل غاضِباً فاقتَرَبت منه قطّته التي يُحبّ فَرَكلها بِرجله .. والسُّؤال هُنا مَن الذي رَكَلَ القِطَّة؟!
راجِع نفسك والوَقت الذي تَمنحه لِأَبنائِك وكَيفِيَّة مُعالجتك لِمشاكلهم وَردود فعلك .. وبعدها أُحكُم ، ودائِماً وما دُمنا عَلى قَيدِ الحَياة فإنّ الحَياة تمنحنا فُرَصًا للبِدء مِن جَديد فَكُلّ شَمس تبزغ تُعلِن أَنّ هُناك يَومًا جَديدًا يعطينا فُرصَة جَديدَة لِبِدايَة جَديدَة .. بِدايَة نرسم بِها خَريطَة اليَوم والأَيّام والأَسابيع كَما نَتَمَنّى أَن تَكون ..
وكُلّما تَعَثَّرنا نَبدَأ مِن جَديد نَتَعَثَّر ونَبدَأ ، نَتَعَثَّر ونَبدَأ .. فعلينا أَن لا نملّ مِن البِدايات الجَديدَة .. إِذا ما أَردنا أَن تَكون النِّهايات كَما نُريد..
وأَرخيتُ سَمَعي لِفَيروز وهِيَ تختم أُغنيّتها بِقَولِها ..
إذا كايِن حلو وصَفّى مِش حلو ..
إلك منِّي وعْلَيٍّي عيدو من أوَّلُو ..
نَعَم فَلنُعيد في كُل مَرّة لا نَحصل فيها عَلى النَّتيجَة التي نُريد!
بِقَلَم :
د.محمد يوسف أَبو عَمارة
أخبار مشابهة
الهزايمة يكتب.. اﻹرهاب الفكري
الحوراني يكتب سيادة وطننا تحمى بالنار وامننا الوطني يبدأ من خارج حدودنا ..
الفاهوم يكتب الفجوة المهارية الرقمية هل هي تشخيص علمي أم اختبار لقدرتنا على الإصلاح؟
جيشٌ صلب وخط سيادة لا يُكسر
نبيل أبوالياسين : لـ "نيروز" الاختبار النهائي .. الجنائية الدولية أمام تحدّي الإفلات من العقاب
نيروز فيس بوك
نيروز الإخباري
حالة الطقس
مدينة عمان
نيروز تويتر
Tweets by nbnjo
الأمن العام : وفاة وإصابتان بانفجار جسم متفجّر قديم عثر عليه أشخاص في أثناء جمع الخردة بمنطقة الظليل في الزرقاء
وفاة طفل اثناء عبثه بسلاح والده في جرش
عاجل.. الأردن يشارك في عملية استهداف مواقع لعصابة داعش الإرهابية