لا يزال الطلب على الشوكولاته يُسجِّل إقبالاً كبيرًا في العالم بعد أن تحولت من منتج خاص بفئة معينة من الأثرياء إلى منتج استهلاكي عام، يعشقه الصغار والكبار على حد سواء.
وفي التفاصيل، يؤثر تغيُّر المناخ سلبيًّا في الغابات المطيرة، حيث تنمو حبوب الكاكاو شديدة الحساسية؛ الأمر الذي تسبَّب في قلة المعروض، وزيادة الأسعار؛ وهو ما دفع العلماء ورواد الأعمال ومحبي الشوكولاته لابتكار أساليب جديدة لزراعة الكاكاو من أجل الحصول على كميات أكبر في وقت أقل، وجعل المحصول أكثر مرونة وأكثر مقاومة لآفات النبات، وبعيدًا عن تهديدات المناخ.
ويُعدُّ سوق الشوكولاته من الأسواق الضخمة؛ إذ وصلت مبيعاتها في الولايات المتحدة لـ 25 مليار دولار في عام 2023، وفقًا للرابطة الوطنية للحلويات.
ويراهن العديد من رواد الأعمال على نمو الطلب بشكل أسرع من العرض من الكاكاو.
وتتطلع الشركات لتعزيز العرض بالكاكاو المصنوع من الخلايا، ومن بينها شركة "كاليفورنيا كالترد"، وهي شركة تعمل في مجال زراعة خلايا النبات؛ إذ تقوم بزراعة الكاكاو من خلايا الأنسجة في منشأة في "ويست ساكرامنتو" بـ"كاليفورنيا،" وتتبنى خططًا لبدء بيع منتجاتها خلال العام المقبل.
وتوضع خلايا حبوب الكاكاو داخل حوض يحتوي على ماء به سكر؛ حتى تتكاثر بسرعة، وتصل إلى مرحلة النضج في غضون أسبوع واحد بدلاً من 6 إلى 8 أشهر يستغرقها المحصول التقليدي. كذلك لم تعد تتطلب هذه العملية كثيرًا من المياه أو العمل الشاق.
وليست الشركات فقط التي تنتجه؛ فهناك مساعٍ لإنتاج الكاكاو بالمنازل داخل الولايات المتحدة، وتمت زراعة منتجات أخرى، مثل لحم الدجاج بالمختبرات.
وتنمو أشجار الكاكاو في درجة حرارة 20 درجة مئوية شمال وجنوب خط الاستواء في المناطق ذات الطقس الدافئ والأمطار الغزيرة، بما في ذلك أمريكا الجنوبية.
ويأتي 75% من الكاكاو من غرب ووسط إفريقيا، ومن المتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى جفاف الأرض في ظل الحرارة المتزايدة.
وسجَّل سعر الكاكاو ارتفاعًا نتيجة الطلب المتزايد، والمشاكل التي تأثر بها المحصول بغرب إفريقيا من آفات النبات وتغيرات المناخ.
وعُرفت شجرة الكاكاو في أمريكا الوسطى؛ إذ كان سكان المكسيك الأصليون يستخدمون بذور الكاكاو المحمصة والمطحونة كشراب ذي طعم لذيذ، ثم انتشرت هذه الشجرة في أوروبا بواسطة المستكشف كريستوفر كولومبس الذي نقلها إلى أوروبا عام 1519، وافتتح أول محل لتقديم مشروب الكاكاو في لندن، وذلك عام 1657.
وتحمل شجرة الكاكاو عددًا كبيرًا من الثمار ذات الحجم الكبير والمجعدة، التي تمتاز بلونها الأصفر أو الأحمر أو الرمادي. وتحتوي الثمرة الواحدة على 30 - 40 حبة.
وتبدأ الشجرة إثمارها في العام الثالث أو الرابع، وتستمر في الإنتاج لمدة خمسين عامًا.
ولاقت هذه الشجرة رواجًا كبيرًا؛ إذ اتسعت زراعتها في أمريكا الوسطى وجزر الهند الغربية، ثم انتقلت زراعتها إلى إفريقيا. وتُعدُّ غانا من أولى الدول في إنتاج الكاكاو.
وهكذا انتشرت صناعة الكاكاو والشوكولاته في معظم دول العالم في بداية القرن الثامن عشر.