ما دعاني الي كتابة هذه المقالة، عبارة سمعتها يوم أمس و اعجبتني لانها حقيقة وهي "المبادرة هي روح التغيير وكسب التأييد”، فإذا نظرنا اليها من جانب الواقع الفعلي فهي تختزل جوهر العمل المجتمعي وتأثيره في تحقيق التحولات الإيجابية، حيث ان التغيير الحقيقي يبدأ بفكرة لتنتقل الى مبادرة، ثم إلى مؤسسة واعية تهدف إلى خدمة المجتمع، وتغيير مساره نحو الأفضل. كما ان المبادرات ليست مجرد أنشطة تُنفذ من فراغ، بل هي أدوات فعالة لبناء وعي جمعي مشترك يساعد على تحفيز الإفراد بالمشاركة في صناعة مستقبلهم. فعندما ترتبط هذه المبادرات بأدوات كسب التأييد، فإنها تتحول إلى قوى حقيقية تقود التغيير وتحشد الدعم اللازم لإحداث التأثير المطلوب الذي ينصب أولاً في مصلحة الأردن وفي تنمية المجتمع وازدهاره من خلال حفاظه على الولاء والانتماء الذي يمثل الدافع لإنشاء المبادرات المجتمعية وغيرها.
وفي هذا الإطار، يلعب الشباب دورًا أساسيًا في تعزيز المبادرات والمشاركة السياسية. فهم يمثلون الفئة الأكثر طموحًا وقدرة على التفاعل مع متغيرات العصر. كما إن إشراكهم في العمل المجتمعي والسياسي يسهم في خلق بيئة حيوية تدفع نحو التحول الإيجابي من خلال قنوات الاتصال الحديثة، كوسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام التقليدية، والمؤتمرات، أو من خلال مؤسسات المجتمع المحلي بالإضافة إلى الحاضنات المؤسسية التي تساعد الشباب على إيصال أصواتهم وأفكارهم بشكل أكثر تأثيرًا وانتشارًا. إذ تلعب هذه القنوات كمنصات قوية لنشر الوعي، وتسليط الضوء على القضايا المهمة، وحشد التأييد حول المبادرات المختلفة.
فأذا تحدثنا عن الأدوات الأكثر انتشاراً، تعد أدوات كسب التأييد، مثل الحملات الإعلامية وورش العمل وحلقات النقاش، وسائل رئيسية لتحويل المبادرات إلى حركات مجتمعية واسعة النطاق تساعد في توضيح الأهداف، وإبراز الفوائد، وإلهام المجتمع للمشاركة. كما أن استخدام قصص النجاح ونماذج العمل المُلهمة يعزز من ثقة الأفراد بقدرتهم على إحداث الفرق. وفي هذا السياق، تظهر أهمية بناء التحالفات بين الأفراد والمؤسسات المجتمعية بالأخص المحلية لضمان دعم المبادرات الإيجابية وتوسيع نطاق تأثيرها.
كما أصبحت المشاركة السياسية أحد المظاهر الأساسية لتعزيز الوعي الجمعي وتفعيل دور الشباب عن طريق الانخراط في العمل السياسي، سواء عبر التصويت أو الترشح أو مناقشة القضايا المجتمعية، ليصبح الشباب عنصرًا فاعلًا في صياغة السياسات التي تؤثر في حياتهم وحياة مجتمعهم. فضلا عن ان التثقيف السياسي وتوفير منصات الحوار والتفاعل يسهمان في تمكين الشباب من لعب هذا الدور بكفاءة وثقة.
لذلك نجد بإن المبادرات لا تمثل فقط أداة للتغيير، بل هي تعبير عن وعي جماعي فعّال يساهم في إحداث التغيير، من خلال تضافر الجهود، واستثمار طاقات الشباب، واستخدام أدوات كسب التأييد بذكاء وفعالية، يمكننا بناء مجتمعات قوية قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التغيير الإيجابي. وفي الختام، اؤمن بإن المبادرة هي البداية، ولكن النجاح الحقيقي يكمن في تحويلها إلى واقع ملموس لتشكل مستقبلًا أفضل في خدمة القضايا والظواهر المجتمعية والاقتصادية والسياسية، إلى جانب القضايا التثقيفية التي تساعد في توعية المجتمع.