كشف الموقف الأمريكي الأخير الوجه الحقيقي لواشنطن، بعيدًا عن الشعارات التي تتغنى بها حول حقوق الإنسان والديمقراطية. فمع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، اتضح أن المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ليست سوى أدوات تستخدمها القوى الكبرى لخدمة مصالحها، متى شاءت وتتناساها متى اقتضت الضرورة.
كانت تصريحات ترامب التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء صادمة، إذ لم يكتفِ بإطلاق مواقف مستفزة ومخالفة لكل الأعراف الدولية، بل حظيت تلك المواقف بدعم واسع داخل الأوساط السياسية الأمريكية، مما أظهر أن الانحياز لمصالح القوى الكبرى يأتي على حساب حقوق الشعوب وسيادتها.
الموقف الأردني والمصري.. صمود في وجه الضغوط
لم يكن الرد الأردني والمصري مجرد بيان سياسي عابر، بل كان موقفًا حازمًا يعكس إيمان الدولتين بعدالة القضية، وتمسكهما بالشرعية الدولية وحقوق الشعوب. ومع انضمام العديد من الدول العربية والأوروبية إلى هذا الموقف، بات واضحًا أن هناك جبهة قوية تقف في مواجهة الغطرسة الأمريكية.
ما المطلوب الآن؟
في الأردن، تقع المسؤولية على عاتق الجميع للالتفاف حول القيادة الهاشمية ودعم الموقف الوطني بكل السبل الممكنة. فسيادة الدولة واستقلال قرارها أولوية لا تقدر بثمن، وهو ما يستوجب التخلي عن الاعتماد على الدعم الغربي، والاتجاه نحو تطوير الصناعات المحلية، وتعزيز الإنتاج الوطني، حتى لا يبقى القرار الأردني رهينة لأي ضغوط خارجية.
أما على المستوى العربي، فإن المطلوب من الدول العربية أن تتحد في موقفها، وترفض أي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة، فتهجير الشعوب قسرًا جريمة حرب لا يمكن لأي عربي حر أن يقبل بها.
لقد أثبت التاريخ أن الشعوب الحية قادرة على التصدي لكل أشكال الظلم، وأن الغطرسة لن تصمد أمام الإرادة الحرة. واليوم، على الأمة أن تثبت للعالم أن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع بالنضال والموقف الثابت.