يُعد مسجد قباء أول مسجد بناه المسلمون في الإسلام، وأول مسجد شُيِّد في المدينة المنورة، مما يمنحه مكانة تاريخية ودينية عظيمة. يقع المسجد جنوب المدينة المنورة، وقد وضع النبي محمد ﷺ حجر أساسه عند هجرته من مكة إلى المدينة، ليصبح منذ ذلك الحين معلمًا إسلاميًا خالدًا.
تاريخ التوسعات والتطوير
شهد مسجد قباء اهتمامًا واسعًا عبر العصور، فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديده، وتلاه عمر بن عبد العزيز في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، كما وسّعه السلاطين المماليك والعثمانيون، وأجرت الدولة السعودية توسعات كبرى، أبرزها في عهد الملك فهد بن عبد العزيز عام 1405هـ، حيث بلغت مساحة المسجد 13,500 متر مربع، ليستوعب 20 ألف مصلٍّ.
وفي رمضان 1443هـ، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إطلاق أكبر توسعة في تاريخ المسجد، ليصل إجمالي مساحته إلى 50 ألف متر مربع، بقدرة استيعابية تصل إلى 66 ألف مصلٍّ، وتُفتح أبوابه على مدار الساعة تنفيذًا لتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز.
فضله وأهميته الدينية
يحمل مسجد قباء فضلًا عظيمًا، إذ قال النبي ﷺ: «من تطهَّر في بيته ثم أتَى مسجد قُباء وصلَّى فيه، كان له كأجر عمرة»، وكان النبي ﷺ يزوره كل يوم سبت للصلاة فيه.
موقعه وأصالته التاريخية
يقع المسجد في منطقة قُباء، التي كانت مساكن بني عمرو بن عوف، وسُمّي المسجد بهذا الاسم نسبةً إلى تلك المنطقة. يبعد عن المسجد النبوي 3.5 كيلومترات، ويمكن الوصول إليه مشيًا خلال نصف ساعة.
بهذا التاريخ العريق والتوسعات المستمرة، يظل مسجد قباء شاهدًا على أولى لبنات الإسلام، ومقصدًا روحيًا يتوافد إليه المسلمون من كل مكان.