استذكرت "نيروز الإخبارية" المشير الركن فتحي محمد أبو طالب، أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ الأردن، الذي قاد القوات المسلحة الأردنية خلال مرحلة دقيقة وأسهم في تعزيز قدراتها الدفاعية والاستراتيجية.
نشأة ومسيرة عسكرية مشرفة
وُلد المشير فتحي أبو طالب عام 1933 في وادي السير بالعاصمة عمان، وانضم إلى القوات المسلحة الأردنية بعد تخرجه من الكلية العسكرية الملكية عام 1954. تخصص في سلاح الدروع وتدرج في المناصب القيادية، حيث شغل عدة مواقع، من قائد فصيل إلى قائد فرقة مدرعة، ثم أصبح مديرًا للاستخبارات العسكرية، وهو المنصب الذي عزز خبرته الاستراتيجية في الشؤون الأمنية والدفاعية.
في عام 1981، عُين رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1993. خلال قيادته، عمل على تحديث القوات المسلحة وتعزيز قدراتها القتالية، ما جعل الجيش الأردني واحدًا من أكثر الجيوش كفاءة في المنطقة.
دور وطني وإنجازات بارزة
تميز أبو طالب برؤية عسكرية متقدمة، إذ حرص على تطوير التكتيكات العسكرية وتعزيز التنسيق بين الوحدات المختلفة، إلى جانب اهتمامه بالتدريب والتأهيل العسكري. كما ساهم في إدارة العلاقات العسكرية الإقليمية والدولية، ما عزز مكانة الأردن العسكرية والدبلوماسية.
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، واصل عطاؤه في المجال العام، حيث عُين عضوًا في مجلس الأعيان الأردني، وشغل هذا المنصب لدورتين متتاليتين.
تكريم وإرث خالد
حصل أبو طالب على عدة أوسمة رفيعة تقديرًا لخدمته العسكرية، منها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وسام الكوكب، ووسام النهضة المرصع، بالإضافة إلى أوسمة من دول شقيقة وصديقة.
توفي المشير الركن فتحي أبو طالب في 3 نوفمبر 2016 عن عمر يناهز 83 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عسكريًا ووطنياً يخلده التاريخ. لقد كان نموذجًا للقائد المخلص الذي أفنى حياته في خدمة بلده، وظل اسمه محفورًا في سجل قادة الأردن العظماء.