في زمنٍ باتت فيه القيم الإنسانية عملة نادرة، يطلّ علينا أبو قاسم الجنيدي كقيمة ثابتة وراسخة، تضيء دروب المحتاجين وتمنح الأمل لكل ملهوف. هو ليس مجرد اسم في سطور، بل قصة مُلهمة تختزل معاني الرحمة والكرم والانتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة.
عرفه الجميع بقلوبهم قبل أعينهم، فبيته مفتوح، وصدره رحب، ويده تمتد دائماً بالخير لكل من طرق بابه. جعل من العمل الخيري نهجاً، ومن العطاء رسالة، ومن الإنسانية أسلوب حياة، فكان حضناً دافئاً للفقراء والمحرومين، وبسمة على وجوه البائسين، وجبلاً من الصبر في وجه الصعاب.
لم يتردد يوماً في مواجهة التحديات، بل كان شجاعاً في المبادرة، جريئاً في المغامرة، عنيداً في تحقيق الخير، ليُجسد بذلك نموذج الإنسان الحقيقي الذي يصنع الفرق بصمت.
أبو قاسم، الذي نسج من العطاء حكايات جميلة، لم يطلب مقابلاً، بل كان يرى في دعاء المحتاج وساماً وفي ابتسامة طفل كافأه الله بها على نيّته. لا يبحث عن الأضواء، بل يكفيه أن يكون ضوءاً في حياة الآخرين.
نسأل الله له دوام الصحة والعافية، وأن تبقى أياديه البيضاء ممتدة بالعطاء، وأن يبارك الله في عمره وجهده، وأن يجزيه خير الجزاء على كل ما قدّمه للوطن وأبنائه، وأن تبقى إنسانيته نبراساً يُحتذى.