مرت عامٌ كاملٌ على رحيل طيب الذكر المرحوم بإذن الله تعالى، سليمان ساير العثمان (أبو شبلي)، ومع مرور الأيام تزداد مرارة الفقد وحجم الألم. الأستاذة منى سليمان العثمان عبرت عن مشاعرها العميقة في كلمات مؤثرة، حيث قالت: "كل ألفاظ الوداع مُرّه والموت مُر وكُل شيء يسرق الإنسان من الإنسان مُر".
في كلام مليءٍ بالدموع والحزن، كتبت منى عن والدها الراحل الذي فارقهم في غفلة من هذه الحياة الفانية، وتستمر مشاعرها في التدفق، مستذكرة اللحظات التي عاشتها معه. "عام كامل مضى على رحيلك والأيام تمرّ ومُرّ فراقكَ لا يمُرّ يا أعز الناس وأكثرهم رجولة وطيبًا وكرمًا"، هكذا بدأت كلماتها التي حملت بين سطورها ألم الفقد والذكريات الحية.
لم تقتصر معاناتها على الفقد فقط، بل ترافق ذلك مع لحظات قاسية من العزلة والتشتت، حيث قالت: "فارقتنا يا أبي صباح الجمعة ولم تشرق شمس السبت إلى الآن، وكان ذلك الصباح الذي خسرتك فيه بمثابة انطفاء، لم يكن حُزنًا فحسب".
عامٌ كاملٌ مضى، ولم يكن الصبر قادرًا على تخفيف الألم، ولا الأيام تمكنت من إقناعها برحيله. تشير منى إلى حقيقة مؤلمة اكتشفتها بعد وفاة والدها، حيث تساءلت في نفسها، قبل أن تصبح يتيمة: "كنت أتعجب من الذين فقدوا آباءهم كيف يضحكون ويواصلون حياتهم، حتى جاء دوري واكتشفت الحقيقة، الحقيقة التي هزت كياني".
وتبقى ذكريات والدها الراحل، سواء في دعواتها أو في لحظات السجود، حاضرة في حياتها. "كلما اختليت بربي كنت أنت حديثي يا أبي، وكلما سجدت كنت أنت دعواتي".
وفي كلماتها الأخيرة، عبّرت عن اشتياقها العميق وحبها لوالدها، واستذكرت بيت الشعر الذي كان يعبر عن محبة أهل بيتهم.
كان جيتو حول قبره ي زوار القبور
علموه ان عاد ضوه تفوح دلالها
و علموه ان عاد بيته على العز معمور
و الشكاله في عياله يسرك حآلها.
وتمنت لو كان بإمكانها سماع كلماته التي طالما كانت مصدرًا للراحة والطمأنينة. "ذكرك الطيب يا أبي هو نوري في هذه الحياة بعدك"، كانت تلك هي كلماتها الختامية التي تحمل في طياتها مشاعر لا تُحكى بالكلمات.
لقد رحل والدها، ولكن ذكراه ستظل حية في قلبها، بين طيّات ذاكرتها التي لا تحمل سواك يا أبي.