في رحاب شهر رمضان المبارك، وفي لحظات التأمل والتذكّر، تستعيد "نيروز الإخبارية" ذكرى أحد أبرز رجال الطب في تاريخ الأردن والعالم العربي، العميد الطبيب محمد متعب الفايز، الذي ترك بصمة لا تُمحى في مجال جراحة القلب، وكان رمزًا للإنسانية والعطاء.
#الفايز، الذي رحل عن عالمنا في 16 حزيران 2012، كان ليس فقط طبيبًا ماهرًا، بل كان إنسانًا بمعنى الكلمة.
إذ تميز بتفانيه في تقديم الرعاية الصحية للمرضى، خصوصًا في مجال جراحة القلب.
فبعد أن شغل منصب رئيس قسم جراحة القلب في مدينة الحسين الطبية، أصبح اسمه مرادفًا للخبرة والرحمة في هذا المجال الدقيق.
في شهر رمضان، شهر العطاء والرحمة، تذكره قلوب الأردنيين وكل من عرفه أو استفاد من علمه.
وتظل مسيرته الطيبة خير شاهد على إنسانية الطبيب، حيث كان يحظى بحب واحترام الجميع.
فليس من السهل نسيان الطبيب الذي أجرى أكثر من 700 عملية قلب مفتوح سنويًا، متجاوزًا المعدل العالمي، والذي لم يكن يقتصر اهتمامه على الجانب الطبي فحسب، بل كان يتحمل مسؤولية معنوية تجاه مرضاه، متابعًا حالهم بعد إجراء العمليات، بل وموفرًا لهم الدعم النفسي والمادي إن لزم الأمر.
من أبرز ملامح شخصية المرحوم الفايز هي إنسانيته العميقة، وتفانيه في خدمة المرضى.
فتلك الحكاية الشهيرة عن الطفل الذي أجريت له عملية قلب مفتوح وهو رضيع، والذي بحث عن الدكتور الفايز ليشكره على الحياة التي منحها له، تظل واحدة من أروع القصص التي تروي كيف أن هذا الطبيب لم يكن مجرد مُعالج، بل كان أبًا وصديقًا لمريضه.
بل وأصبح نموذجًا في الإحساس بالمسؤولية تجاه مرضاه، فكان يتابعهم ويزورهم، وهو ما يجعل من إرثه الطبي ليس فقط فنيًا بل إنسانيًا أيضًا.
كان الراحل الفايز يشغل منصب رئيس قسم جراحة القلب في مستشفيات ومراكز طبية متعددة في الأردن والخارج.
فقد أسهم في تأسيس أقسام جراحة القلب في مستشفيات مثل مستشفى الأمير حمزة ومستشفى الملك المؤسس في إربد، وكذلك في مستشفى الثورة العسكري في اليمن، حيث سُمي قسم جراحة القلب باسمه تكريمًا له على إنجازاته العظيمة.
في شهر رمضان، الشهر الذي يُعرف بالرحمة والمغفرة، تبقى ذكرى الدكتور محمد الفايز حية في قلوب الأردنيين، وتظل سيرته الطيبة محفورة في أذهان كل من تَلقى العلاج على يديه. كان العميد الفايز مثالًا على الطبيب الذي يجسد القيم الإنسانية قبل أن يجسد الخبرة الطبية، وبفضل أعماله الخالدة، سيظل اسمه في ذاكرة كل من عرفوه.
رحل الفايز، لكن إرثه العلمي والإنساني يبقى حيا، لتظل أعماله مصدر إلهام للطبيب والمريض على حد سواء. في هذا الشهر الفضيل، لا يسعنا سوى أن نرفع أيدينا بالدعاء لهذا الطبيب العظيم، وأن نذكره بكل الخير والعرفان، وأن نستمر في السير على نهجه في العطاء والإيثار.