في هذا الشهر الفضيل، الذي يتسم بالتقوى والتضرع إلى الله، تستذكر نيروز الإخبارية أحد أبرز رجال البادية الأردنية، المغفور له بإذن الله تعالى، سالم عيد العميرات الكعابنة، المعروف بـ "أبو عيد"، الذي توفي في 15 مارس 2018.
المرحوم سالم كان من الرعيل الأول في قوات البادية الملكية، حيث بدأ خدمته العسكرية في وقت مبكر من حياته، وكان من الأوائل الذين لبوا نداء الواجب في مختلف مناطق البادية الأردنية. خلال مسيرته، أظهر العديد من الصفات التي جعلته محط احترام وتقدير من الجميع، سواء في محيطه العسكري أو الاجتماعي.
تميز "أبو عيد" بحكمته وحنكته في اتخاذ القرارات، وكان من أصحاب الرأي السديد الذي لا يعرف النفاق أو المجاملة. كان رجلًا يتسم بالصدق والنزاهة، ويسعى دائمًا للإصلاح بين الناس وحل الخلافات بطرق عادلة، ما أكسبه سمعة طيبة بين أبناء مجتمعه. لقد كان صوتًا من أصوات الحق، وكان له دور كبير في حل المشكلات والظروف الصعبة التي كان يواجهها محيطه.
بعيدًا عن المجاملات، كان سالم من الغيورين على المصلحة العامة، يعبر عن آرائه بوضوح وبثقة، ويعمل جاهدًا من أجل رفعة وطنه وأبناء عشيرته. برغم كثرة التحديات والصعوبات التي مر بها في حياته، إلا أنه ظل ثابتًا على مبادئه، محافظًا على القيم التي تربى عليها.
ونحن في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، نتذكر المغفور له سالم وندعو له بالرحمة والمغفرة. اللهم اغفر له وارحمه، واغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارفع درجته في الجنة، وأسكنه فسيح جناته.
ما زالت ذكراه حية في قلوبنا، وما زال عطاؤه وتفانيه في خدمة الوطن وأبناءه يملأ الأذهان. في رمضان، شهر التوبة والرحمة، نتذكر كل من أسهم في بناء المجتمع وكان له دور بارز في تحسين حياة الآخرين.
رحم الله سالم عيد العميرات الكعابنة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل عمله في ميزان حسناته.