في عالم يتسم بتسارع الأحداث وتداخل المصالح، هناك شخصيات يظل حضورها حقيقيًا وملموسًا في كل جانب من جوانب المجتمع.
ليسوا فقط نخبًا إعلامية أو قيادات سياسية، بل أشخاص يتسمون بالبُعد الإنساني النابع من تفاعلهم المباشر مع قضايا الناس اليومية، وخاصة تلك التي تتعلق بإصلاح ذات البين. هؤلاء الأشخاص يملكون قدرة فريدة على معالجة الأزمات والمشاكل التي تظهر بين الأفراد أو العشائر، لا من خلال القرارات السريعة أو الحلول الجذرية، بل من خلال الحكمة والمثابرة.
واحدة من تلك الشخصيات التي خَصّها المجتمع الأردني بالثقة العميقة، هو عمر الحنيطي "أبو فهد"، الذي أصرّ على أن يكون حلقة الوصل بين المتخاصمين، مساهمًا في بناء الجسور بين أطياف المجتمع.
الحنيطي رجل سعى لتوثيق علاقات الناس بالروح الاجتماعية السامية للأعراف العشائرية، حاملاً على عاتقه واجب التوسط وإصلاح ذات البين بين الناس بكل نزاهة وصدق. ليس مجرد حل سريع للمشاكل، بل سعي حقيقي إلى تعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.
بدأت مسيرته منذ سنوات طويلة، حيث كان في صميم القضايا التي تمس تماسك المجتمع العشائري الأردني. تعكس مشاركاته الدائمة في مجال الإصلاح العشائري مدى قوة علاقاته الطيبة مع الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مجموعات. برزت صورته كرمز للعدالة والمساواة، حيث اعتمد على المبدأ الأساسي الذي يؤمن به: أن حل النزاعات لا يكون عبر العنف أو الفجوة، بل عبر الحوار الصريح والاحترام المتبادل، ما جعله يحظى بثقة الجميع على اختلاف توجهاتهم.
ولعل أكثر ما يميز الحنيطي هو إيمانه بأن الإصلاح ليس مجرد عملية جبرية لحل الخلافات، بل هو وسيلة لبناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتعاونًا. فهمه العميق للأعراف العشائرية وحسّه العالي بالعدالة دفعه ليكون صوت الحكمة في أوقات الشدة، وبوصلة الاستقرار عندما تضطرب الأمور.
أكثر ما جعل الحنيطي محط إعجاب وتقدير من الجميع هو التزامه الثابت بمبادئه، والتي عمل على ترجمتها على أرض الواقع من خلال مواقفه الثابتة في قضايا عديدة، والتي كانت دائمًا تصب في مصلحة المجتمع.
إيمانه بأن الأزمات يجب أن تكون فرصًا لتقوية الروابط بين الأفراد، وليس سببًا للانقسام، جعله رمزًا للإصلاح الناجح والمتوازن.
بعيدًا عن الأضواء، يظل الحنيطي في خدمة المجتمع بتواضع، حيث لا يبتغي الشهرة أو المديح، بل سعيه الأكبر هو نشر السلام بين الناس.
فتاريخه الطويل في الإصلاح يشهد له بقدرته على فهم المشاعر الإنسانية، ومن ثم إيجاد الحلول التي تضمن الحقوق وتحقق العدالة للجميع.
إن ما يميز الحنيطي هو أن فكره الإصلاحي لا يقتصر فقط على حل النزاعات العشائرية، بل يتعدى ذلك ليشمل مجالات أخرى عديدة تتعلق بالمجتمع ككل.
فهو يعمل على تعزيز الروابط بين الناس في جميع الأوقات، سواء من خلال جلسات الحوار أو من خلال المواقف الشخصية التي يظهر فيها دائمًا الالتزام بمبادئ الإنسانية والعدالة.
إن الاستمرار في مسيرة الإصلاح يتطلب إيمانًا راسخًا بقدرة المجتمع على تجاوز الخلافات والتوحد من أجل المستقبل. ولذا، فإن التقدير الكبير الذي يحظى به الحنيطي في مجتمعنا، يعود إلى طيبته ومثابرته وإيمانه العميق بأن الحلول الحقيقية لا تأتي من الأساليب التقليدية أو القسرية، بل من التفاهم والتسامح المتبادل.
لا يمكن أن نغفل عن تأثير الشيخ الحنيطي في تشكيل وجه المجتمع الأردني، حيث تمكن من بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقوة، وهو يواصل التزامه في خدمة قضايا الإصلاح والعدالة في كل مكان. إن بذل الجهود الدؤوبة لبناء بيئة من الحوار والتفاهم بين الناس، هو ما يعكس روحه القيادية الحقيقية، التي تبني جسور التآلف في أوقات الاختلاف.
نتمنى له دوام الصحة والعافية، ونؤكد على أهمية استمرار جهوده التي لا تقدر بثمن في تعزيز قيم الإنسانية.