لم يكن ذلك اليوم عاديًا في حياة ساجدة محمد الجبور ورشا عطا الزبيدي، فقد كان أول أيام دراستهما الجامعية، يومٌ حَملَ بداياتٍ لطموحاتهما وأحلامهما، لكنه أصبح اليوم الأخير في حياتهما.
في لواء الموقر، وبينما كانت الطالبتان تسيران نحو المستقبل بخطوات يملؤها الأمل، باغتتهما سيارةٌ لتُطفئ نور حياتهما في لحظة، حيث فارقت رشا الزبيدي الحياة فورًا، بينما نُقلت ساجدة الجبور إلى المستشفى في غيبوبة، لم تلبث أن استسلمت للموت في اليوم التالي.
الخبر كان صادمًا لذويهما وأصدقائهما، فكيف لشابتين كانتا بالأمس تحلمان بغدٍ مشرق أن ترحلا بهذه السرعة؟ كيف يُختزل الطموح في لحظة، ويصبح الحلم ذكرى؟
رشا الزبيدي، ابنة جامعة اليرموك، كانت تحمل في قلبها شغف العلم، وساجدة الجبور، ابنة جامعة العلوم الإسلامية العالمية، كانت تستعد لرحلة علمية طويلة، لكن القدر كان أسرع من أحلامهما.
اليوم، وبين صفحات الذكرى، نستذكرهما بالدعاء، ونرثي شبابهما الغضّ، وندعو الله أن يجعلهما في جنات النعيم، فهما لم ترحلا، بل بقيت سيرتهما العطرة في القلوب.