يُعد يوم الثامن والعشرين من شهر رمضان محطة مهمة في التاريخ الإسلامي، حيث شهد عدة أحداث مؤثرة تركت بصماتها على مسيرة الأمة الإسلامية. نستعرض في هذا التقرير أبرز هذه الأحداث:
فرض زكاة الفطر (2 هـ)
في السنة الثانية للهجرة، فرض الله سبحانه وتعالى زكاة الفطر على المسلمين، وذلك قبل فرض زكاة الأموال. شُرعت زكاة الفطر لتكون طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وتكميلاً لأجر الصيام، بالإضافة إلى مواساة الفقراء والمساكين وإغنائهم عن السؤال يوم العيد. تُعد هذه الفريضة تعبيرًا عن شكر نعمة الله بإتمام صيام رمضان، وتعزيزًا للتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم.
زواج النبي من السيدة زينب بنت خزيمة (4 هـ)
في هذا اليوم من السنة الرابعة للهجرة، تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالسيدة زينب بنت خزيمة، التي عُرفت بلقب "أم المساكين" نظرًا لكرمها وعطفها على المحتاجين. استمر زواجهما نحو ثمانية أشهر قبل أن تتوفى في شهر ربيع الآخر من نفس العام عن عمر ناهز الخمسين عامًا.
إسلام وفد ثقيف (9 هـ)
شهد هذا اليوم في السنة التاسعة للهجرة قدوم وفد من قبيلة ثقيف إلى المدينة المنورة لإعلان إسلامهم أمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان هذا الحدث تتويجًا لجهود الدعوة الإسلامية، خاصة بعد غزوة حنين وفتح الطائف، حيث أسهم إسلام ثقيف في تعزيز وحدة الصف الإسلامي في الجزيرة العربية.
معركة شذونة (92 هـ)
في 28 رمضان عام 92 هـ، وقعت معركة شذونة، المعروفة أيضًا بمعركة وادي لكة، بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد وقوات القوط بقيادة الملك لذريق. انتهت المعركة بانتصار حاسم للمسلمين، مما مهد الطريق لفتح الأندلس ونشر الإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث استمرت الحضارة الإسلامية هناك لمدة تقارب الثمانية قرون.
تولي الحاكم بأمر الله الفاطمي الخلافة (386 هـ)
في هذا اليوم من عام 386 هـ، بويع الحاكم بأمر الله الفاطمي بالخلافة بعد وفاة والده العزيز بالله. رغم صغر سنه آنذاك، حيث كان طفلًا يلعب فوق شجرة عند تلقيه نبأ توليه الحكم، إلا أنه تمكن لاحقًا من فرض سيطرته وقيادة الدولة الفاطمية لفترة طويلة، شهدت خلالها الدولة تحولات سياسية ودينية متعددة.
وفاة الإمام بهاء الدين الدمشقي (753 هـ)
توفي في هذا اليوم من عام 753 هـ الإمام بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن سعيد الدمشقي، المعروف بابن إمام المشهد، في دمشق. كان عالمًا بارزًا في عصره، ودفن في مقابر باب الصغير بعد أن صُلي عليه في الجامع الأموي.
رحيل الإمام أحمد المقري إلى المشرق (1027 هـ)
في 28 رمضان عام 1027 هـ، رحل الحافظ الإمام أحمد المقري إلى المشرق. وُلد ونشأ في تلمسان، ثم انتقل إلى فاس حيث تولى الخطابة والقضاء. تنقل بين الديار المصرية والشامية والحجازية، وتوفي في مصر حيث دُفن في مقبرة المجاورين. من أبرز مؤلفاته "نفح الطيب" و"أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض".