يُعد محمد جميل عبد القادر من الشخصيات المؤثرة في الإعلام الرياضي العربي، حيث أسهم بشكل كبير في ترسيخ أسس الصحافة الرياضية، سواء في الأردن أو على مستوى الوطن العربي. برؤية إعلامية ثاقبة وشغف بالرياضة، استطاع أن يكون مرجعًا للإعلاميين، ومؤسسًا للعديد من المنابر الإعلامية التي تركت بصمة لا تُمحى في عالم الرياضة.
البداية: بين الرياضة والتربية والتعليم
وُلد عبد القادر عام 1945، وبدأ رحلته الأكاديمية في كلية التربية الرياضية بجامعة القاهرة، حيث برز كطالب متميز ألقى كلمة الخريجين الشرقيين عام 1966. بعد عودته إلى الأردن، التحق بوزارة التربية والتعليم، ليعمل مشرفًا للتربية الرياضية في عدة محافظات، قبل أن ينتقل إلى العاصمة عمان، واضعًا بصمته في تطوير المناهج الرياضية.
التحول إلى الإعلام الرياضي
في منتصف السبعينيات، انطلق عبد القادر في مسيرته الإعلامية عندما التحق بالتلفزيون الأردني، ليؤسس قسم البرامج الرياضية ويصبح أول من يضع حجر الأساس للإعلام الرياضي في الأردن. بمهنيته العالية وأسلوبه المتميز، جذب انتباه الجمهور العربي، حيث شارك في التعليق على بطولات كأس العالم والدورات الأولمبية والبطولات الآسيوية، مقدمًا تحليلات دقيقة بلغة سلسة ومحتوى ثري.
دوره في تطوير الصحافة الرياضية
إلى جانب عمله التلفزيوني، كان لعبد القادر دور محوري في تأسيس الأقسام الرياضية في الصحف الأردنية الكبرى مثل "الرأي"، "الدستور"، و"العرب اليوم". كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة "الكرة العربية"، ليصبح من أبرز الشخصيات الإعلامية التي ساهمت في توجيه الرأي الرياضي وصناعة محتوى يليق بجماهير الرياضة في الوطن العربي.
المناصب والمسؤوليات
لم يتوقف تأثير عبد القادر عند الإعلام، بل امتد إلى المناصب القيادية، حيث شغل أمانة سر اتحاد كرة القدم الأردني، ورئاسة نادي عمان، ليؤكد أن الرياضة ليست مجرد مهنة إعلامية بل شغف متجذر في شخصيته. كما قاد الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي منذ 2001 حتى 2017، وشغل منصب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية منذ 2005، ليكون شخصية جامعة تُدافع عن حقوق الإعلاميين الرياضيين وتعمل على تطوير المهنة.
رؤية إعلامية واضحة
آمن عبد القادر أن الإعلام الرياضي يجب أن يقوم على المهنية والاحتراف، بعيدًا عن المجاملات والواسطة، مشددًا على أهمية أن يكون الإعلامي الرياضي ذا خلفية أكاديمية أو خبرة رياضية مباشرة، لضمان تقديم تحليل ومحتوى ذي قيمة حقيقية للجمهور.
إرث لا يُنسى
اليوم، وبعد عقود من العطاء، يبقى محمد جميل عبد القادر نموذجًا يُحتذى به في الإعلام الرياضي، إذ أثبت أن الصحافة الرياضية ليست مجرد نقل للأخبار، بل هي علم وفن ورسالة تُساهم في تطوير الرياضة والمجتمع. وبرغم تقاعده، إلا أن بصمته حاضرة في كل منبر رياضي، شاهدة على مسيرة إعلامي صنع تاريخه بحبر الإبداع، وأصوات الملاعب.