في سماء الوطن، تبقى أرواح الشهداء منارات لا تنطفئ، ومن بينهم الشهيد الرائد المهندس صفوت نايف صالح العوران، الذي ارتقى أثناء أدائه لمهمة إنسانية خارج حدود الوطن، تاركًا خلفه سيرة ناصعة بالعطاء والانتماء والبطولة.
من الطفيلة إلى مؤتة: بداية المسيرة
وُلد الشهيد العوران في محافظة الطفيلة بتاريخ 15 كانون الأول 1966، وبدأ مشوار حياته العسكرية حين التحق بجامعة مؤتة/ الجناح العسكري، ليتخرج برتبة ملازم ثانٍ في 30 تشرين الأول 1988. واصل تقدّمه بثبات ليحصل على رتبة رائد في 30 تشرين الأول 1999.
عقل هندسي.. وقلب محارب
امتلك الشهيد عقلًا هندسيًا مميزًا وقلبًا مفعمًا بالانضباط والانتماء، عمل ضابط تحليل فني في مجموعة الاستطلاع اللاسلكي، وتدرج في مناصب عدة، منها قائد سرية أمن اتصالات، ومسيطر تحديد اتجاه، حتى أصبح آمرًا لجناح تدريب الحرب الإلكترونية.
شارك في العديد من الدورات العسكرية المتخصصة داخليًا وخارجيًا، كان من أبرزها دورة المراقبين العسكريين، مما أهّله لأداء مهامه بثقة واحترافية عالية.
أوسمة الشرف والتقدير
لم يكن عطاء الشهيد العوران دون تقدير، فقد نال عددًا من الأوسمة والشارات منها:
شارة الكفاءة الإدارية والفنية
شارة تقدير الخدمة المخلصة الطويلة
وسام المشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة
قصة استشهاد.. ملحمة إنسانية
في مساء يوم 13 أيار 2003، وبينما كان الشهيد يؤدي مهامه كمراقب عسكري ضمن قوات الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعرّض لهجوم غادر من قبل أحد أطراف النزاع المسلح في المنطقة.
ورغم أنه كان أعزل لا يحمل سلاحًا، واجه قدره بشجاعة. ارتقى شهيدًا في ساحة الواجب الإنساني، مدافعًا عن قيم السلام، وسجل اسمه في سجل الخالدين من أبناء الوطن.
الخلود لروحه.. والوفاء لمسيرته
الشهيد صفوت العوران ليس مجرد اسم، بل قصة بطل أردني خطّ حياته بالعزة والشرف والإيمان برسالة الوطن والإنسانية.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأبقى ذكراه نبراسًا للأجيال القادمة في دروب الواجب والشرف.