أعلن المخرج الأردني أحمد سعد دعيبس اعتزاله الفن، بعد مسيرة حافلة امتدت لنحو خمسين عامًا، قاد خلالها عدسة الدراما الأردنية نحو آفاق مهنية وجمالية، وساهم في ترسيخ حضور الإنتاج المحلي على الساحة العربية.
بدأ دعيبس مشواره في التلفزيون الأردني كمصور عام 1975، قبل أن ينتقل إلى دائرة الأخبار، ثم الشركة الأردنية للإنتاج، حيث نضجت تجربته الإخراجية. برؤية فنية صادقة، أخرج أعمالًا أثّرت في وجدان المشاهد الأردني والعربي، لعل أبرزها: الختم والخاتم، عيال الذيب، العنود، ورأس غليص (الجزء الأول).
ورغم وفائه للكاميرا والإخراج، لم يتردد دعيبس في خوض تجربة التمثيل، وشارك في فيلم المسعور عام 1982، ليترك بصمة متعددة الزوايا في الفن الأردني.
في سبتمبر 2024، أعلن أحمد دعيبس قراره باعتزال العمل الفني، وعلّل ذلك بما وصفه بـ"حال الدراما الأردنية"، في إشارة إلى التراجع الإنتاجي والدعم المحدود للقطاع، ما دفعه إلى طيّ صفحة مشرفة من العطاء.
لم يكن دعيبس مجرد مخرج، بل كان شاهدًا ومساهمًا في نهضة الدراما الأردنية البدوية والتاريخية، كما شكّل مع شقيقه المخرج حسين دعيبس ثنائيًا لافتًا في مشهد الإنتاج الأردني، قبل أن يتفرغ لاحقًا لمتابعة الوضع الصحي لشقيقه بعد إصابته بجلطة دماغية في 2022.
أحمد دعيبس... اسم سيبقى محفورًا في ذاكرة الفن الأردني، علم من أعلام الصورة، وصوت درامي لم يتلعثم في زمن الاضطراب.