في سجل الشهداء الأردنيين، يسطع اسم العقيد الركن سائد محمود المعايطة كواحد من أبطال المؤسسة العسكرية، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء. عُرف بـ"أسد قلعة الكرك"، وقد استحق هذا اللقب عن جدارة، حين واجه الموت بشجاعة نادرة دفاعًا عن الوطن والمواطنين خلال أحداث قلعة الكرك الدامية عام 2016.
ولد المعايطة في محافظة الكرك، وترعرع على قيم الانتماء والولاء، وانضم إلى صفوف القوات المسلحة الأردنية منذ شبابه، حيث تدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عقيد ركن، وشارك في العديد من المهام التي أثبت خلالها كفاءته العسكرية وانضباطه العالي.
في يوم 18 كانون الأول 2016، وقع هجوم إرهابي استهدف قلعة الكرك التاريخية، حيث سارع المعايطة ورفاقه من النشامى إلى التصدي للمسلحين. لم يتردد لحظة في اقتحام موقع الاشتباك، وقاد المعركة بشجاعة، مؤمنًا بأن الدفاع عن الوطن هو شرف لا يعلوه شرف. واستشهد المعايطة بعد أن أبلى بلاءً حسنًا، تاركًا خلفه قصة بطل خلدها الأردنيون في ذاكرتهم.
تكريمًا له، أقيم نصب تذكاري يحمل اسمه في محافظة الكرك، يتوسطه تمثال لأسد يعلو قاعدة تمثل قلعة الكرك، في رمزية واضحة للقب الذي رافق اسمه حتى بعد استشهاده. ويستذكر الأردنيون، في كل مناسبة وطنية، بطولات المعايطة ورفاقه، الذين رسموا بدمائهم خارطة المجد الأردني.
والده، الشيخ محمود عبدالسيد المعايطة، لا يزال يروي بفخر تفاصيل ذلك اليوم، مؤكدًا أن نجله لم يمت، بل "انتقل إلى الخلود في سجل الأبطال".
رحل سائد جسدًا، لكنه بقي في الوجدان الوطني رمزًا للشجاعة والتضحية. وفي كل مرة تُذكر فيها الكرك وقلعتها، يتردد صدى اسمه، ليبقى حيًا في ذاكرة الوطن، وضمير الشعب.