"همتنا":
قصة نجاح تنبض بالإنسانية وتترجم الرؤية الملكية في تطوير القطاع الصحي
نيروز-
خاص – محمد محسن عبيدات
في
مؤتمر "الرؤية الملكية حول السلم المجتمعي"، وقفت الدكتورة فاديا سمارة،
رئيسة جمعية "همتنا" الخيرية، لتُلقي كلمة مؤثرة عكست روح العطاء والعمل
المؤسسي الذي يضع الإنسان في صميم أولوياته. أكدت في كلمتها أن "همتنا" تسعى
إلى ترسيخ حق جميع المرضى بتلقي العلاج السليم بعدالة في بيئة آمنة تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم،
مشددة على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، بما يحقق
رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في تطوير القطاع الطبي وتحسين جودة الخدمات الصحية
للمواطنين.
من
موقف إنساني إلى مؤسسة وطنية رائدة: تأسست جمعية "همتنا" الخيرية عام
2019، إثر موقف إنساني شهدته الدكتورة سمارة في مستشفى البشير، عندما رأت معاناة أحد
مرضى السرطان في غرفة عزل تفتقر لأدنى مقومات الكرامة. كان ذلك الشرارة التي أطلقت
المبادرة، فتحولت من فكرة فردية إلى مؤسسة غير ربحية أردنية تُعنى بتطوير المراكز الصحية
الحكومية ورفع كفاءة خدماتها.
مشاريع
تحدث الفرق. فمن أبرز ما أنجزته الجمعية: إعادة تأهيل مركز صحي الأميرة بسمة الشامل
في منطقة رأس العين/عمّان، والذي أصبح يخدم نحو 250 ألف نسمة على مدار الساعة. تأهيل
قسم الأورام في مستشفى البشير، الذي كان باكورة أعمال الجمعية، حيث تم تجديده بالكامل
بما يتوافق مع المعايير الطبية الحديثة. تطوير 25 مركزًا صحيًا في مختلف محافظات المملكة،
في إطار خطة طموحة لتحسين البنية التحتية والتجهيزات الطبية. مركز صحي غور المزرعة،
أحد المشاريع التي لا تزال قيد الإنشاء، ويهدف إلى تغطية منطقة الأغوار برعاية طبية
نوعية.
ولمزيد
من العمل والعطاء أبرمت الجمعية اتفاقيات تعاون مع جهات محلية ودولية مرموقة، منها
مستشفى العبدلي والجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS)، إلى جانب تعاونها الوثيق مع وزارة الصحة الأردنية ومنصات داعمة مثل
"نوى" و"إنجاز". هذه الشراكات مكنت الجمعية من توسيع نطاق أثرها
وتعزيز قدرات الكوادر الطبية.
ونتيجة
للجهود المبذولة حصدت الجمعية تكريم مستحق ففي ديسمبر 2024، نالت الجمعية المركز الأول
في جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي، تكريمًا لمبادراتها النوعية التي
لامست حياة آلاف المرضى وأسهمت في تطوير بنية تحتية صحية مستدامة.
ولجمعية
قيادة ملهمة وفذة وحكيمة ، حيث تترأس الجمعية الدكتورة فاديا سمارة، وهي طبيبة عُرفت
بمبادراتها الإنسانية وشغفها بخدمة الفئات الأقل حظًا. إلى جانبها، يبرز دور نائب رئيس
الجمعية، رجل الأعمال المهندس وصفي عبيدات، الذي حضر المؤتمر وأكد بدوره على أهمية
دعم القطاع الصحي كأولوية وطنية ومجتمعية.
ومن
قلب المؤتمر الدولي " الرؤية الملكية حول السلم المجتمعي، جاءت رسالة جمعية
"همتنا" تتقاطع بوضوح مع مفاهيم السلم المجتمعي، من خلال تعزيز العدالة في
الوصول إلى الخدمات الصحية، وتقليص الفجوة بين فئات المجتمع في تلقي الرعاية. وهو ما
يجعل من الجمعية نموذجًا حيًّا لتجسيد الرؤية الملكية في التنمية الشاملة، التي تضع
الإنسان الأردني في قلب الأولويات.
بجهود
قيادة ملهمة وشراكات نوعية مع جهات محلية ودولية، أحدثت "همتنا" أثرًا ملموسًا
في القطاع الصحي، ولامست حياة آلاف المرضى. "همتنا" اليوم تمثل نموذجًا يُحتذى
به في العمل الخيري المؤسسي، وتستحق كل دعم ممكن لمواصلة رسالتها النبيلة وتعزيز تميزها
في خدمة الإنسان الأردني.