في صورة تاريخية تعود إلى عام 1953، يظهر الشاب علي مسلم عبدالله الرواحنة، المعروف بـ"أبو حابس"، مرتديًا الزي العسكري للجيش العربي الأردني، خلال فترة خدمته في مدينة بيت لحم، وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره آنذاك، ليبدأ بذلك مسيرة وطنية حافلة بالعطاء والانضباط والتفاني في خدمة الأردن.
التحق "أبو حابس" مبكرًا بصفوف الجيش العربي، مجسدًا أسمى قيم الولاء والانتماء، فكان مثالًا للانضباط والجدية في مختلف المهام التي أوكلت إليه. وقد تنقل في عدد من المواقع العسكرية، أبرزها القصور الملكية، حيث خدم بإخلاص لسنوات طويلة، محافظًا على شرف المهنة وروح الجندية.
وفي مطلع عام 1980، تقاعد الحاج علي الرواحنة من خدمته العسكرية بناءً على طلبه، بعد أن أدى واجبه الوطني على أكمل وجه، وترك بصمة مشرفة في أوساط رفاق السلاح والمجتمع المحلي، الذي عرفه رجلًا مخلصًا، ووجهًا اجتماعيًا حاضرًا في مختلف المواقف الوطنية والإنسانية.
عرف الحاج "أبو حابس" بدماثة خلقه، وحرصه الدائم على المبادرة إلى الخير، وكان محط احترام الجميع، لما حمله من سيرة ناصعة ومسيرة حافلة بالعطاء الهادئ والمخلص.
رحل الحاج علي مسلم عبدالله الرواحنة، لكن ذكراه ستظل حاضرة في ذاكرة من عرفوه، وستبقى صورته بالزي العسكري شاهدة على مرحلة مشرّفة من تاريخه الشخصي، ومن تاريخ الأردن العسكري والوطني.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.