يشكّل اللواء الركن المتقاعد محمد تيسير بني ياسين نموذجاً للقائد الأردني الذي جمع بين الانضباط العسكري والحكمة الدبلوماسية، ليخدم وطنه في ميادين متعددة، بدءاً من المؤسسة العسكرية، وصولاً إلى أروقة وزارة الخارجية والبرلمان الأردني.
من الميدان العسكري إلى قيادة العمليات الدولية
بدأ بني ياسين مسيرته في القوات المسلحة الأردنية عام 1972، وتدرج في الرتب والمناصب حتى بلغ موقع نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة. وخلال خدمته، عُرف برؤيته الاستراتيجية وانضباطه القيادي، ما أهّله ليكون قائد القوات الأردنية المشاركة في قوات الأمم المتحدة بإثيوبيا وإريتريا، حيث خدم في العاصمة أسمرا بين عامي 2006 و2008، في مهمة دولية تتطلب قدراً عالياً من الحنكة والحيادية.
وجه دبلوماسي بارز
وبعد تقاعده من الجيش، انتقل بني ياسين إلى العمل الدبلوماسي، ليواصل مسيرة خدمة الوطن من موقع جديد. شغل منصب سفير الأردن لدى العراق بين عامي 2010 و2012، في فترة حساسة تتطلب توازناً دقيقاً في العلاقات السياسية. ثم تولى منصب مفتش عام وزارة الخارجية، قبل أن يُعيَّن أميناً عاماً للوزارة من 2013 حتى 2016، واضعاً خبرته العسكرية في خدمة السياسة الخارجية الأردنية، وداعماً لملفات المغتربين وقضايا الأمن الإقليمي.
النيابة.. امتداد لروح الخدمة
وفي خطوة تعكس ثقة الشارع الأردني، ترشح بني ياسين للانتخابات النيابية، وفاز بمقعد عن الدائرة الرابعة في محافظة إربد، ممثلاً عن كتلة "العهد". تميز خلال عمله النيابي بقربه من الناس وتبنيه لقضاياهم، خاصة في ملفات الفقر والبطالة وتحسين الخدمات، مجسداً صورة النائب الملتزم بخدمة مجتمعه دون تكلّف أو شعارات.
قيادة متكاملة.. ورؤية وطنية
يجمع اللواء الركن المتقاعد محمد تيسير بني ياسين في شخصيته بين الانضباط العسكري والدبلوماسية الهادئة، وبين الحس الوطني والعمل الميداني، ليكون واحداً من الشخصيات الأردنية التي خدمت البلاد بتفانٍ في مختلف المواقع والمراحل.