أم قيس.. وجهة التاريخ
والحضارة والسياحة تجمع خبراء وأكاديميين في ندوة حوارية بتنظيم جمعية سافانا
نيروز – محمد محسن عبيدات
نظمت جمعية سافانا
السياحية ندوة حوارية بعنوان "أم قيس: تاريخ وحضارة وسياحة"، وذلك في مركز
الزوار بمدينة أم قيس الأثرية، بالتنسيق مع مديرية سياحة إربد ومديرية آثار إربد، وبحضورمديرة سياحة اربد الدكتورة مشاعل الخصاونة ومدير اثار اربد الاستاذ عماد عبيدات، و نخبة من المهتمين بالشأن السياحي والتراثي، يتقدمهم رئيس الجمعية الأستاذ سالم فريوان،
وبإدارة الأكاديمية الدكتورة فاطمة عناقرة.
وهدفت الندوة إلى
تسليط الضوء على الأهمية التاريخية والثقافية والسياحية لموقع أم قيس، والبحث في سبل
تفعيل دوره في التنمية المحلية وتطوير المنتج السياحي، من خلال فتح قنوات الحوار بين
الجهات الرسمية والخبراء والفاعلين في المجتمع المحلي.
وخلال الندوة، أكدت
الدكتورة مشاعل الخصاونة، مديرة سياحة محافظة إربد، أن وزارة السياحة تبذل جهوداً كبيرة
في الترويج للمواقع السياحية على المستويين المحلي والدولي، مشيرة إلى أن الاستثمارات
السياحية في المناطق الأثرية – سواء من أبناء المجتمع المحلي أو من خارجه – ساهمت في
خلق فرص اقتصادية وتحسين الواقع المعيشي لسكان المنطقة. وأضافت الخصاونة أن لواء بني
كنانة يتميز بتنوع أنماط السياحة فيه، ما يعزز من مكانته كوجهة سياحية متكاملة.
من جانبه، تحدث مدير
قسم آثار إربد السيد ايسر ردايدة حول الأهمية التاريخية لموقع أم قيس، ودور وزارة السياحة والآثار
في حماية الموروث الأثري وصيانته، مشدداً على أن الموقع يمثل كنزاً وطنياً يعكس حضارات
متعاقبة، ويستحق المزيد من الاهتمام والدعم ليبقى شاهداً على التاريخ ومصدراً للفخر
الوطني.
كما استعرض الدكتور
حازم كنعان، مدير مكتب سياحة أم قيس، تجربة تطوير قرية أم قيس التراثية، وتحدث عن الجهود
المبذولة لتوظيف البعد الثقافي والتاريخي في التنمية السياحية، قائلاً: "أم قيس
بين الخطة والوجدان، فهي ليست مجرد موقع أثري، بل قصة حضارة متواصلة". وأشار كنعان
إلى وجود طموحات كبيرة لتطوير الموقع، لكن يقابلها تحديات لوجستية وتمويلية تعيق الكشف
الكامل عن الكنوز التي تختزنها المنطقة.
وفي كلمته الافتتاحية،
رحب رئيس جمعية سافانا السياحية، الأستاذ سالم فريوان، بالحضور والمشاركين، مؤكداً
على أهمية تنظيم مثل هذه الندوات التي تفتح المجال للنقاش البنّاء وتبادل الخبرات حول
سبل النهوض بالسياحة المحلية. كما استعرض فريوان أبرز خطط وبرامج الجمعية الرامية إلى
تعزيز الوعي السياحي وتنشيط الحركة السياحية في المنطقة، بالتعاون مع الجهات الرسمية
والمؤسسات المجتمعية.
واختتمت الندوة بحوار
موسع بين الحضور والمشاركين، تم خلاله طرح جملة من التوصيات حول ضرورة تطوير البنية
التحتية للموقع، وتوفير خدمات سياحية متكاملة، ودعم المبادرات المجتمعية التي تعزز
السياحة المستدامة، مع التركيز على أهمية الترويج الرقمي لموقع أم قيس.
وتقع أم قيس، أو
جدارا كما كانت تعرف قديماً، في بلدية خالد بن الوليد، على قمة هضبة مرتفعة تُشرف على
وادي الأردن وبحر الجليل، وتطل على هضبة الجولان ونهر اليرموك وبحيرة طبريا. وتُعد
من أهم المواقع الأثرية في الأردن، حيث تضم بين جنباتها معالم مميزة مثل المسرحين الشمالي
والجنوبي، الشارع الرئيسي المحاط بالأعمدة، الحمامات الرومانية، الكنيسة البيزنطية،
والمدرج الشرقي، وكلها شُيدت باستخدام حجر البازلت الأسود الذي يميز طابع المدينة العمراني. واشتهرت أم قيس في العصور القديمة كمركز للثقافة
والفكر والفلسفة، واحتضنت عدداً من الشعراء والفلاسفة، وكانت نقطة عبور مهمة على طرق
التجارة القديمة التي ربطت بلاد الشام ببعضها. واليوم، تعود أم قيس لتتصدر المشهد السياحي، وتُعيد
كتابة حضورها في ذاكرة الأردنيين والزوار على حد سواء، كواحدة من أعظم الحواضر الأثرية
التي تنتظر المزيد من الاكتشاف والدعم.
ولمزيد من التفاصيل في تقرير مفصل لاحقا على موقع الوكالة