في كل عام، ونحن نحتفل بيوم العلم الأردني، لا نرفع فقط قطعة قماش بثلاثة ألوان ونجمة سباعية، بل نرفع معها قلوبنا، تاريخنا، وكرامتنا. هذا العلم الذي خفَق في سماء المجد، لم يكن مجرد رمزٍ وطني، بل حكاية وطن، ومسيرة شعب لا يعرف الانكسار.
العلم الأردني ليس مجرد راية تُرفع على الساريات، بل هو شاهد على بطولات الأردنيين، من معركة الكرامة إلى كل إنجاز دبلوماسي وسياسي واقتصادي رفع اسم الأردن عالياً. ألوانه ليست صدفة؛ فالأسود يسرد ماضينا، والأبيض يعبّر عن حاضرنا المشرق، والأخضر يفتح أبواب الأمل، أما الأحمر، فهو دم الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن هذا الوطن.
في زمنٍ تتغير فيه الرايات وتتبدل الولاءات، يبقى علمنا ثابتًا، لا ينحني إلا ليُقبَّل، ولا يُطوى إلا ليرفرف مجددًا بأكبر. نحتفل بيومه لأنه احتفالٌ بالأردنيين أنفسهم... بكبريائهم، بصبرهم، وبأملهم الدائم في مستقبلٍ أفضل.
دعونا لا نمر على هذا اليوم مرور الكرام. لنحكي لأبنائنا عن معنى العلم، عن صانع القرار الذي حمله على كتفه، عن الجندي الذي لفّه حول جرحه، عن الرياضي الذي رفعه عالميًا، وعن الطفل الذي رسمه بألوان الشغف في دفاتره.
فكل يومٍ يرفرف فيه العلم الأردني، هو يوم نصر... يوم هوية... ويوم نرفع فيه رؤوسنا فخرًا بأننا أردنيون.