الأردن، ذاك الوطن الذي يحمل في طياته عبق التاريخ وعطر الإنسانية، لا يُختصر بجغرافيته الممتدة من الشمال إلى الجنوب، بل يُختصر في قلوب أبنائه الذين ينسجون من الطيبة والنخوة لوحةً فريدة لا تشبه إلا الأردن.
في كل زاوية من زوايا الوطن، تلمح الجمال يتناثر في شوارعه ومدنه ومحافظاته، وفي تفاصيل الحياة اليومية. الأردن بلد إذا ما تجولت فيه ليلًا، شعرت بالأمان يحتضنك، ليس لأنك وحدك في الطريق، بل لأن هناك من يسهر لأجلك؛ نشامى الأجهزة الأمنية الذين نذروا أنفسهم لحفظ الأمن والاستقرار، ووهبوا راحتهم لأجل راحة المواطن.
وليس الأمن وحده ما يميز هذا البلد، بل الروح الأردنية الأصيلة، التي تظهر عند الشدائد والمواقف النبيلة.
حين تُقطع بك السبل، تجد أبواب البيوت تُفتح لك، والقلوب تسبق الأيادي، فالأردني لا يسأل من أنت، بل يقول: "تفضل... بيتك ودارك."
هي نخوة لا تُدرّس، بل تُولد مع الأردني، كما يولد الكرم في بيئته، والتسامح في قلبه. وفي هذا الوطن، لا مكان للتفرقة، فالدم الذي سال على ثرى فلسطين كان أردنيًا وفلسطينيًا، لأن الشعب واحد، والمصير مشترك. الأردن وفلسطين قصة نضال ووحدة، لا يفرّقها زمان ولا يبدّدها عدوان.
هذا هو الأردن... بلد الحب والوئام، بلد لا تغيب عنه شمس الكرامة، ولا يبهت فيه لون العطاء.
وطنٌ يليق به أن يُقال فيه الكثير، ويكفيه فخرًا أنه وطن الإنسان أولًا.