نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية : هبة احمد الحجاج.
مع بروز الفجر من صبيحة كل يوم جديد، هنالك امهات تستيقظ لكي تصنع الخبز والطعام لكي تعدوه لإبناءها الذين، كانوا وما زالوا هدفهم عمارة الأردن وجعلها تناطح السحاب بانجازاتها واعمالهم ومواقفها، كانوا يريدون ان يصبح الأردن أفضل شي في كل شي، في مجالاتً متعدده في الطب والهندسة والتعليم في الاعلام، اردوا ان يقول إن الأردن ستبقى عاليا بانجازاتها وافعالي ابناءها.
الامهات كانت قبل ان تعد الخبز كانت تضع مقاديره المعنوية قبل الماديه كانت تضع الشجاعة والمروء والنخوة والرجولة كانت تمتزجهم مع طحين والماء وكأنها تغذيهم منذ نعومة الاظافر وتقول لهم لا فائدة لهذا الخبز إذا لم يمتزج بهذه المكونات أو حتى بلاحرى لا فائدة لكم في عيشكم إذا لم تحملون هذه الصفات بالدمكم وقلوبكم وبإفعالكم قبل إقوالكم.
في بيت من هذه البيوت كانت أم لها اولاد كانت تذهب اليهم في صباح الباكر وتردد عليهم جملها اليومية، التي اعتادوا عليها وقد يقولون بين أنفسهم ” والله يا امي حفظناها وفهمناها ودرسناها ونطبقها وسنطبقها” لكنهم يفضلون الصمت وكأنهم يسمعون هذا الكلام لاول مرة، عندما ترى ابنها المحامي وهو يبحث عن اوراقه وملفاته وسجلاته القانونية، تلقي في اذنه بعض من جملها المتكرره ” يما يا حبيبي، حط الله بين عيونك، لا تظلم حدا، الظلم ظلمات، دافع عن المظلومين وانصر الحق، ورفع اسم بلدك بالعالي وخلي كل العالم تحكي عن عدالة بلدنا وكيف بتنصر المظلومين، احبس المجرمين يما، عشان ياخذوا عبرة ويتعلموا من غلطهم، ارفع راسنا، ومن ثم ترى ابنها الذي يرتدي البدلة العسكرية وتنظر له بعين الفخر والاعتزاز وتساعده في ارتيدائها وتقول له ” يا قلب امك شو بفرح وانت بتلبسها ولما بشوفك بتمشي فيها، بشكر ربي انه حدا إلى جعل حدا من اولادي يحرس الوطن وشعبه ويسهر على راحته وراحة شعبه وبفديه بروحه وبالدمه عشان الوطن وترابه، تعرف يما سر ” كل يوم خميس بطلع عل راس شارع وبستناك ترجع ” ولما اشوفك طليت من بعيد وهالبدلة لاقيه عليك، بحس اني ملكة الكون، ديري بالك على بلدك واحرسها برموش عيونك، وخلي عيونك مفتحه، وخليك شديد وقوي وصريم مع المعتدين واصحك تشفق عليها، واهل بلدك بتعاملهم كأنهم اهلك واعز كمان، هذول امك وابوك واخوانك واخواتك هذول اولاد عمك وخالك، خلي الأردن تاج على راسك واصحك يتزحزح هالتاج ولو على دمك وترى يما هاي الأردن هاي الغالية، حاضر يما والله هذا الكلام حافره بقلبي ومعلق على صدري وبفعل فيه قبل ما احكي فيه، وبعدها تسمع صوتا أتيًا من باب البيت ” يما انا طالعه اتاخرت على المدرسة، هسا الطلاب بستفقدوني ” فترد وتقول لها ” يما متل ما علمتك وربيتك هدول الطلاب اولاد بلدك، يعني اولادك ربيهم على الكرامة والنخوة ورجولة، احكيلهم عن مواقفنا المشرفة عن تاريخ الأردن يما عن البطولاتنا، خليهم يعرفوا مين هما الاردنيين، وخلي شعارهم دائما ” ارفع رأسك انت أردني “،
وتقاطع ابنتها قائلة ” والله بعمل بكلامك بالحرف ولا تخافي هدول اولاد بلدي يما يعني اولادي، وما حدا بربي اولادوا الا على الشرف والامانة والنزاهة والكرم واهم اشي الكرامة.
ثم تودع اولادها وتستودعهم لله عز وجل وتتدعي ان يحفظهم بحفظه، وتجلس تفتح الراديو وتستمع إلى أخبار بلدها الغالي، كالمشتاق الذي يريد يسمع عن اهله ولو حرف يطمئن فواده المشتعل عليه، وإذا باغنيةً جميلة تتدغدغ مشاعرها الا وهي “وهدبتلي شماغي الأحمر بيداها وغزلت علم. وقالت يابني. (خلي راسك فوق عالي بالقمم). شكشكتني. (بالكرامة طرزتني. بالكرم.). انا امي اردنية هما تربي زلم.
مسحت دموع عيونها بشماغها المهدب ونظرت إلى السماء وقالت ” يالله، احنا بنربي اولادنا على الرجولة والشرف والامانة والصدق، وانت شايف وعارف همنا الوحيد نربي الزلام، الا هل بلغت اللهم فشهد.