مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، يلجأ الكثيرون إلى ارتداء المعاطف السميكة قبل الانطلاق بسياراتهم طلباً للدفء، غير مدركين أن هذا التصرف البسيط قد يشكّل خطراً حقيقياً على حياتهم وسلامة من معهم في المركبة.
تشير دراسات السلامة المرورية الحديثة إلى أن ارتداء المعاطف الثقيلة أثناء القيادة يُضعف من فعالية حزام الأمان بشكل كبير، إذ تخلق تلك الطبقات السميكة فجوة بين الحزام وجسم السائق، مما يمنع الحزام من أداء دوره الكامل في حال وقوع حادث. وفي لحظة التصادم، ينضغط المعطف فجأة، فينزلق الجسم للأمام قبل أن يشد الحزام بإحكام، ما يزيد احتمالية إصابات الصدر والرأس.
كما أن تلك الملابس الضخمة تحدّ من حرية حركة السائق وتقلل من قدرته على السيطرة الدقيقة على المقود، خصوصاً في الحالات الطارئة التي تتطلب سرعة في ردّ الفعل، ناهيك عن إمكانية انزلاق اليدين بسبب الأكمام الواسعة أو تقييد الكتفين أثناء الالتفاف.
الخبراء ينصحون بارتداء ملابس خفيفة أثناء القيادة، مع تدفئة السيارة مسبقاً عبر نظام التدفئة الداخلي، أو استخدام أغطية دافئة قابلة للإزالة. ويمكن للسائق ارتداء المعطف مجدداً بعد التوقف أو الخروج من السيارة لتجنب البرد دون المخاطرة بسلامته.
في النهاية، القيادة الآمنة لا تتعلق فقط بسرعة المركبة أو حالة الطريق، بل تبدأ من تفاصيل صغيرة قد لا ننتبه لها، كاختيار الملابس المناسبة داخل السيارة. فدفء المعطف الزائد قد يكلّفك أكثر مما تتوقع.