إن مكانة المعلم لا يمكن أن يحيط بها وصف، فهو الدعامة الأولى لبناء الإنسان، والحجر الأساس لأي نهضة تُقام أو حضارة تُشيَّد.
وللمعلم أثر لا يزول بمرور الزمن؛ فربما كلمة ينطق بها تغيّر مصير طالب، وربما موقف صغير يزرع في القلب شجاعة لا تخبو. فالمعلم ليس مبلّغًا للمناهج فحسب، بل هو مهندسٌ للإنسان، يرقّق روحه، ويهذب سلوكه، ويضعه على طريق الخير والعطاء.
والمعلمُ هو من يرى في كل طالبٍ زهرةً محتملة، وفي كل فكرةٍ شرارة نور، فيزرع الإلهام ويزرع الثقة، ويزرع حب العلم الذي يبقى رفيقًا مدى الحياة. إنه الصديق، والموجّه، والقدوة التي يقتدي بها كل من يقف أمامه، وهو من يُعلمنا أن التعلم ليس مجرد حفظٍ للمعرفة، بل حياة تُعاش بالعقل والقلب معًا.
كما ان المعلم قد نال في الإسلام مكانة رفيعة وعظيمة ؛ فقد عُدَّ تعليم الناس ونشر العلم من أعظم القربات وأفضل الأعمال، وقد ورد في الأثر أن العلماء ورثة الأنبياء. فالمعلم هو الجسر الذي تنتقل عبره أنوار المعرفة، فيضيئها في النفوس، ويزرع أثرها في القلوب، ليبقى عطاؤه باقٍ ومتوارثًا من جيل إلى جيل.
معلمينا، مهما أخطأنا في حقكم، يظل فضلكم أكبر من أن تُوفّى كلماتنا حقه. فأنتم جذوة النور التي لا تنطفئ، وبذرة العطاء التي لا تكفّ عن الإثمار. لكم ننحني احترامًا واعتذارًا، ونرفع قبعات التقدير عرفانًا، جزاكم الله عنّا خير الجزاء، وأبقى أثركم نورًا يمتد في الأجيال ما حيينا.
ولتظلوا أيها المعلمون، نبراسًا وهدايةً، ولتبقَ رسالتكم عطرةً لكل زمان ومكان.