تعد الهوية الوطنية الأردنية الركيزة الأساس في بناء الدولة الحديثة والعصب الذي يجمع أبناء الوطن في مسيرة واحدة قوامها الولاء والانتماء والالتفاف حول القيادة الهاشمية المظفرة ومنذ نشأة الدولة الأردنية شكلت الهوية الوطنية سياجا يحمي المجتمع من التحديات الداخلية والخارجية ومصدر قوة رسخ قيم التآخي والوحدة والاعتدال
وفي خطاب العرش السامي الأخير أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أن بناء الإنسان الأردني الواعي والمنتمي هو أساس قوة الدولة واستقرارها مشددا على دور الشباب في صون الهوية الوطنية وترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والانتماء الصادق وجاء الخطاب الملكي دعوة صريحة إلى تعزيز الثقة وتثبيت القيم الوطنية في وجدان الأجيال الجديدة ليبقى الأردن نموذجا في التماسك والوحدة والاعتدال
إن سؤال الهوية الوطنية في الأردن إلى أين؟ ليس تساؤلا عابرا بل هو وقفة وطنية تأملية تستلهم الرؤية الهاشمية في بناء جيل يعتز بأصالته وينفتح على العصر بثقة ووعي فالعولمة والانفتاح الإعلامي وانتشار المحتوى الثقافي الغريب عن قيمنا كلها عوامل تستدعي تجديد الخطاب الوطني وتطوير أدوات التربية والانتماء
ولتحصين الهوية الوطنية وتعزيزها بين الشباب لا بد من خطة وطنية متكاملة تشمل
تحديث المناهج الدراسية لتغرس قيم الانتماء والولاء بلغة معاصرة قريبة من فكر الشباب مثل
إطلاق برامج وطنية شبابية تترجم مضامين خطاب العرش إلى مبادرات واقعية مثل الهوية الوطنية الأردنية
تفعيل دور الإعلام الوطني ليكون شريكا فاعلا في نشر الوعي والانتماء وإبراز قصص النجاح الأردنية
تعزيز العمل التطوعي والمجتمعي باعتباره تعبيرا عمليا عن المواطنة الصالحة والانتماء للوطن
تمكين الشباب سياسيًا وفكريًا عبر إشراكهم في الأحزاب الوطنية ومجالس الطلبة والمبادرات الميدانية
تنظيم مخيمات وطنية وملتقيات فكرية تجمع الشباب من مختلف المحافظات لتبادل الرؤى وتجديد الولاء للوطن والقيادة
إن خطاب العرش الملكي لم يكن مجرد توجيه سياسي بل وثيقة هوية وطنية تؤكد أن الأردن القوي يبدأ من الإنسان الأردني الواعي لمسؤوليته المتمسك بثوابته المخلص لقيادته
وفي الختام تبقى الهوية الوطنية الأردنية عنوانا لثبات الدولة وكرامة المواطن وراية يرفعها كل أردني بفخر وإيمان وفاء لرسالة الهاشميين وإخلاصا للأردن أرضا وشعبا وقيادة