هناك على ربوة من روابي عمان ، وفي قلبها الدافيء ، ترسو شامخة : مؤسسةٌ علميةٌ تربويةٌ آمنةٌ مطمئنةٌ ترى أسوارها محاطة بعيون أبطال الجيش العربي لتزيدها هيبة وطمأنينة .
ومنذ ثلاثة عقود حملت حلما نهضويا إبداعيا يبني الأوطان ؛بأن جعلت رسالتها السامية في رعاية العقول تطاولُ النجومَ ، وتلامسُ شعاعَ النور ،فاتخذت دربا متفردا بأن تكون لها عين على الشمس والأخرى على الأردن ، تبني إنسانا يحمل الوطن على راحتيه ويحلم أن يكون رائدا لبناء المستقبل عبر جيل واعد يرفع الأردن فوق ذرى التقدم والإزدهار .
هذا الصرح(معهد اليوبيل ) العريق الذي يتبع موسسة الحسين ؛ جذوره ضاربة برؤية شدّت أوتادها في عمق الأرض تشتم منها رائحة الشيح والدحنون ، يفتح أبوابه أمام المبدعين من الطلبة الموهوبين بكل شفافية ونزاهة ولكل أطياف المجتمع الأردني من أبناء البادية والريف والحضر .
ولعل هذا النهج الذي يسير عليه هذا الصرح هو تلك الفكرة التي صاغها جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيّب الله ثراه عندما رأى النور بوضع الحجر الأساس لهذا الإنجاز العظيم ،وكما أحب جلالته بأن يرى جيلا يتخرج من ردهات هذا الصرح يدعم أركان وطننا الحبيب وكأننا أمام شعاره الإنسان أغلى ما نملك ليبني لنا للأوطان .
فنحن هنا في أرض حباها الله بصناعة العقول أذ نمتلك مدرسة تحمل مجموعة من المباديء والرسائل الناظمة لنهج متكامل تفتح أبوابها لكل أبناء الوطن من جنوبه لشماله ومن أقصى شرقه لغربه ،ويقوم على إدارة شؤونها تربويون مخلصون لرسالتها متسلحون بأعلى سمات المهنية التي تضع الطالب في قمة الهرم في الإنتماء والعلم والإنتاجية الفكرية والإبداعية مصبوغا بصبغة إنسانية .
فسلام على روح الحسين التي نهتدي بها نحو العلا وسلام على معهد اليوبيل وعلى طريق العلم والإبداع فيه.