إلى أين وصل بنا الحال حتى ننشر أخبارًا بلا مصدر، ونحن ندرك تمامًا أن الجهات المخوّلة بالتصرّح هي جهة واحدة لا غير: الأمن العام أو الحكومة؟ كيف أصبح البعض يتعامل مع قضايا الوطن الحسّاسة وكأنها مادة للجدل واللايكات والمشاهدات؟
حادثة الرمثا لم تكن حدثًا عابرًا، بل قضية أمن وطن، وملفًا حساسًا تتعامل معه الأجهزة الأمنية بحرفية ومسؤولية عالية. ومع ذلك، وجدنا من يسرع إلى نشر معلومات مغلوطة، وفيديوهات غير دقيقة، وتصريحات لا أساس لها من الصحة، وكأن أمن البلد مادة ترفيهية تُستهلك بلا وعي.
السوشيال ميديا ليست هوسًا… السوشيال ميديا وعي. وفي الحالات الأمنية تحديدًا، علينا أن ندرك أن الكلمة قد تكون أخطر من الرصاصة، وأن الشائعة قادرة على إرباك الشارع، وتشويش جهود رجال الأمن، وإلحاق الأذى بأبناء الوطن.
إلى متى سنبقى نكرر الأخطاء نفسها؟
إلى متى سنسمح بتداول أخبار كاذبة؟
إلى متى سنفتح الباب لمقاطع فيديو مجهولة المصدر؟
إلى متى سنعطي الشائعة مساحة أكبر من الحقيقة؟
نحن شعبٌ يملك الوعي، ويدرك خطورة الشائعات، ويعرف أن حماية الأردن تبدأ من مسؤولية الكلمة. ورجال الأمن الذين يداهمون الخلايا الإرهابية ويحمون حدود البلد هم أبناءنا وإخواننا وأقاربنا… وهم أولى بأن نحترم جهودهم بعدم نشر ما يربك عملهم.