في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتراجع فيه قيمة الكلمة الحرة، ينهض منتدى محمد الحموري الثقافي كواحد من أنقى المنابر الفكرية في الأردن، وأشدها تمسكاً بالحق والعقل والضمير الوطني. فهذا المنتدى لا يقدّم مجرد ندوات أو حوارات، بل يقدّم حالة فكرية نادرة تُعيد للخطاب الأردني وقاره وهيبته.
من يعرف الدكتور محمد الحموري رحمه الله يدرك أن الرجل لم يكن يوماً هامشياً في أي مرحلة من مراحل الحياة الوطنية هو قامة قانونية ودستورية مشهود لها بالعلم والنزاهة والجرأة في قول الحقيقة. ومن هنا جاء المنتدى امتداداً طبيعياً لشخصية مؤسِّسه: مكان يجتمع فيه الفكر الحر، ويتلاقى فيه القانونيون والمثقفون والسياسيون على كلمة سواء، هدفها خدمة الوطن ورفعته.
ولعل أجمل ما يميز هذا الصرح أن أبوابه مفتوحة للجميع
للطلبة، وللأساتذة، ولأصحاب القرار، ولمن يريد أن يفهم المشهد بعيداً عن التهويل أو التهوين. ولهذا صار المنتدى أشبه بـ بيت فكر أردني
إن منتدى محمد الحموري الثقافي ليس فعالية عابرة، ولا مبادرة مؤقتة، بل هو مؤسسة معنوية تُسهم في ترسيخ قيم الدولة الأردنية الحديثة دولة القانون، ودولة المؤسسات، ودولة الرأي والرأي الآخر. ومع كل لقاء، يثبت المنتدى أنه جسر بين الأجيال، وأنه يزرع في الشباب احترام المعرفة وجرأة السؤال.
يبقى منتدى الدكتور محمد الحموري الثقافي شاهداً على أن في الأردن رجالاً لا يساومون على الكلمة الحرة، ومؤسسات فكرية تعاند السطحية وتصرّ على أن الوطن لا يبنى إلا بالعقل ولا ينهض إلا بالوعي. هو منارة، وسيبقى منارة، يلتفت إليها كل من يبحث عن الحقيقة في زمن الضجيج
ما يميز منتدى محمد الحموري أنه لا يلهث وراء العناوين السريعة، ولا يتعامل مع الأحداث كمواد للاستهلاك.
ولذلك أصبح المنتدى مدرسة فكرية أردنية، لها جمهورها، ولها تأثيرها، ولها احترامها داخل المجتمع الأكاديمي والسياسي حين يُذكر المنتدى، تتجه الأنظار أيضاً نحو أحد أعمدته البارزين
معالي الدكتور طارق الحموري، الوزير الأسبق ، والأستاذ القانوني المعروف، ونموذج الرجل الذي جمع بين الصرامة العلمية والخبرة الحكومية والسمعة النظيفة.
معالي الدكتور طارق الحموري ليس مجرد مؤسس المنتدى
هو امتداد فكري وعملي لمسيرة والده، وحضورُه داخل المنتدى يعكس نضج هذه المدرسة الفكرية.
في هذه اللقاءات، ترى صورة الأردن التي نحبها
بلد يحترم الكلمة، يقدّر الفكرويحتضن الجيل الصاعد دون خوف أو إقصاء.
والمنتدى هنا يقوم بدور غير معلن لكنه مهم
إعادة بناء الجسور بين الجيل القديم والجيل الجديد، وبين المعرفة النظرية والواقع السياسي
يبقى منتدى محمد الحموري الثقافي واحداً من أهم العناوين الفكرية في الأردن،
هو منتدى لا يجمّل الواقع ولا يبالغ في نقده
بل يقرأه بعقل، ويحلله بضمير، ويقترح ما يرفع من شأن الدولة والمجتمع.
وبوجود قامات مثل معالي الدكتور طارق الحموري سيبقى هذا المنتدى معهداً وطنياً للوعي، وجسراً يربط الماضي بالحاضر، ومحطة ضرورية لكل من يريد فهماً حقيقياً لمشهدنا الوطني