الدكتور : عادل محمد الوهادنة استشاري اول المناعة السريريه
كيف نتعامل مع التعميم؟ – علميا إحصائيا ورقميا مسؤولا
أولًا: فهم الواقع العالمي كما هو (لا تهويل ولا تهوين)
1.معدل حدوث الشلل الرخو الحاد عالميًا يتراوح بين 1–2 حالة لكل 100 ألف طفل سنويًا، وغالبها غير مرتبط بشلل الأطفال بل بمسببات فيروسية وعصبية متعددة.
2.80–85% من حالات AFP عالميًا تكون بسبب GBS أو Myelitis، وليس بسبب فيروسات شلل الأطفال وفق بيانات WHO.
3.أقل من 1% من جميع حالات AFP عالميًا خلال العقد الأخير كانت مرتبطة بفيروس البوليو البري؛ ما يعني أن التعميم إجراء روتيني رصدي وليس مؤشر خطر وبائي.
4.أكثر من 190 دولة تُجري نفس نظام التبليغ الإجباري خلال 24 ساعة؛ لأنه معيار اعتماد عالمي للترصّد وليس إشارة وجود وباء.
5.فترة التقاط الحالات في surveillance ليست دليل وجود انتشار؛ بل معيار جودة نظام الرصد، إذ تعتبر WHO أن اكتشاف >2 حالة AFP لكل 100 ألف طفل مؤشر قوة للنظام وليس ضعفًا.
ثانيًا: قراءة الوضع الأردني بشكل علمي هادئ
6.لم تُسجَّل أي حالة شلل أطفال بفيروس بري في الأردن منذ أكثر من 30 عامًا، وهو إنجاز رقابي معترف به دوليًا.
7.نسبة تغطية لقاح شلل الأطفال في الأردن تتجاوز 95% في أغلب السنوات، وهي من الأعلى إقليميًا.
8.عدد حالات AFP في الأردن خلال 10 سنوات الماضية كان ضمن النسب الطبيعية المتوقعة عالميًا ولم تظهر أي بؤر خارجة عن النمط العلمي.
9.الفحوص المخبرية في الأردن معتمدة من WHO، ويعاد اختبار العينات في مختبرات إقليمية مرجعية للتأكد من صحة النتائج.
10.حالات الشلل الرخو المبلغ عنها سابقًا كانت كلها غير مرتبطة بشلل الأطفال، وغالبيتها متلازمات عصبية معروفة مثل GBS وMyelitis.
ثالثًا: لماذا التعميم الآن؟ (التفسير العلمي)
11.ارتفاع موسمي عالمي في الفيروسات العصبية (مثل Enterovirus D68) خلال الخريف والشتاء، وهذا طبيعي وليس وبائيًا.
12.وجود حركة لجوء وتنقل إقليمي يفرض تعزيز الترصد دون أن يعني وجود خطر داخلي.
13.التعميم يعزز زمن التبليغ إلى أقل من 24 ساعة، وهو معيار عالمي للسيطرة وليس مؤشرًا لخطر.
رابعًا: ما الذي يجب أن يفعله الأردن الآن؟
14.تقوية surveillance الرقمي وربطه مباشرة بالمستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة لرفع سرعة التبليغ إلى المستوى الذهبي (Golden Standard).
15.تعزيز وحدات التشخيص العصبي للأطفال (MRI، فحوص الأعصاب، المختبرات المرجعية) بحيث تُشخَّص الحالات بدقة، ويُمنع القلق المجتمعي الناتج عن المجهول.
الخلاصة التنفيذية لما يجب على الأردن فعله (3 محاور عملية)
1. محور الترصّد الذكي
•رقمنة نموذج التبليغ خلال 30 دقيقة من دخول الحالة.
•Dashboard وطني يحدّث البيانات كل 6 ساعات.
2. محور التشخيص السريع
•بروتوكول وطني موحّد للتعامل مع AFP في الطوارئ.
•توفير أدوات التشخيص في 5 مستشفيات مرجعية على الأقل.
3. محور التواصل الصحي الموثوق
•بيان أسبوعي مبني على الأرقام وليس الانطباعات.
•تبريد الضجيج الإعلامي عبر معلومات قصيرة ودقيقة ورسومية (Infographics).