2025-12-31 - الأربعاء
"صحة الأعيان" تبحث استراتيجية وزارة البيئة nayrouz بحث تعزيز التعاون الجوي بين الأردن واليمن nayrouz قبل أن تدق ساعة الصفر.. سيدني تفتتح كرنفال العام الجديد بألعاب نارية خاطفة للأنفاس nayrouz تربية قصبة عمان تتابع سير امتحانات الثانوية العامة في يومها الثاني nayrouz المستقلة للانتخاب توضح بشأن ما ورد في تقرير ديوان المحاسبة حول الأحزاب السياسية nayrouz تزامناً مع إتمام عقدها الثالث.. أول مُشغّل اتصالات في المملكة زين الأردن تتوّج مسيرتها الحافلة بـ 8 جوائز إقليمية ودولية في 2025 nayrouz اعتراف مروّع على الهواء يعيد فتح قضية مقتل طفلة تركية بعد 30 عاماً nayrouz الزبن يشيد بجهود العاملين والأجهزة الأمنية المساندة لامتحان الثانوية العامة الدورة التكميلية nayrouz بالأرقام... حراك دبلوماسي واسع للملك في 2025 nayrouz أمانة عمان: الأربعاء آخر يوم للاستفادة من الإعفاءات الضريبية nayrouz تحويل رواتب التعليم الإضافي والمسائي والمخيمات اليوم nayrouz 524 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى الأربعاء nayrouz السلامين: "روح المسؤولية والتنظيم" الركيزة الأساسية لنجاح امتحانات الثانوية العامة في لواء البترا nayrouz 7488 طالبا استُشهدوا عام 2025 في غزة والأراضي المحتلة nayrouz المحكمة الدستورية في 2025 .. 8 أحكام جديدة رسخت سمو الدستور وسيادة القانون nayrouz 60 محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل nayrouz التربية 2025... إنجازات تعليمية وتربوية ركزت على مهارات المستقبل وتعزيز التعليم الرقمي nayrouz الفيفا: علي علوان وصيف هدافي العالم مع المنتخبات لعام 2025 nayrouz الدكتورة بتول المحيسن… نموذج رائد للمرأة الأردنية في العمل السياسي والبحثي nayrouz وزارتا الشباب والاقتصاد الرقمي تعقدان اجتماعا حول مشروع التحول الرقمي nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأربعاء 31-12-2025 nayrouz وفاة المعلم محمد فهد محمود المساعيد nayrouz الرقاد يعزي النهار بوفاة أبو مهند نصر الله النهار، nayrouz وفاة الحاج عبد الفتاح فليح النجادا(ابو خلدون) nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 30 كانون الأول 2025 nayrouz عبدالوالي محمود عبد الرحيم الحوامده "ابو احمد" في ذمة الله nayrouz والد اللواء الركن حسان عنّاب في ذمّة الله nayrouz نعي وفاة الأستاذ أحمد الدسيت من عشيرة آل الدسيت في قبائل بئر سبع nayrouz في الذكرى السنوية الأولى لوفاة فواز الزهير... رجل من رجالات الوطن والأمن العام nayrouz ماجد دهاج الحنيطي "ابو ثامر" في ذمة الله nayrouz وفاة عدنان خلف المعايطة " أبو فارس" nayrouz تشييع جثمان العميد الطبيب فايز أحمد الكركي في محافظة الكرك nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 29-12-2025 nayrouz وفاة الحاج محمد ذيب البطاينة (أبو زياد) nayrouz قبيلة عباد : الشكر لكل الأردنيين والقيادة الهاشمية على مواساتنا nayrouz عشيرة الخطبا تودع أحد رجالتها الوجيه الفاضل الشيخ محمود عوده الخطبا nayrouz ذكرى وفاة أمي الغالية أم عطية تصادف اليوم nayrouz لجنة بلدية الحسينية تعزي وزير الإدارة المحلية بوفاة والده nayrouz وفاة والد وزير الادارة المحلية وليد المصري nayrouz المرحوم دخل الله موسى عمّاري.. شيخ من شيوخ آل عمّاري في الحصن nayrouz

الصقور يكتب : الإدارة المحلية … إلى أين ؟

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

بقلم المهندس عبدالرحمن حسن الصقور 

نقف اليوم امام قضية وطنية محورية في وطننا العزيز الغالي على قلوبنا جميعا قضية باتت تتصدر النقاش العام وتنتقل من دوائر الخبراء إلى اهتمام المواطنين جميعا قضية لا تقل أهمية عن قضية دستورية أو تنموية كبرى إنها قضية الإدارة المحلية ومستقبلها في المرحلة المقبلة هذا القطاع الذي لم يعد مجرد جهاز خدمي بل بات جزء جوهري من هندسة الدولة وقدرتها على التخطيط والتنفيذ وتوزيع التنمية بشكل عادل بين المحافظات
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في هذه المرحلة هو الإدارة المحلية … إلى أين ؟
وهو ليس مجرد سؤال إجرائي عن إصلاح هنا أو تعديل هناك إنه سؤال استراتيجي عن هوية الدولة وعن منهجية التنمية وعن شكل العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة ولذلك يجب أن ننظر إليه ليس كقضية قطاعية بل كقضية وطنية متكاملة تتقاطع فيها السياسة مع الاقتصاد والحوكمة مع المجتمع المدني والتشريع مع الإدارة والتمويل ولنفهم المستقبل والى اين ستذهب الادارة المحلية علينا أولا أن نفهم الحاضر بعمق و الواقع الحالي للإدارة المحلية لان تجربة الإدارة المحلية خلال العقود الماضية  كشفت عن مجموعة من التحديات التي تستدعي الوقوف أمامها بجدية ومسؤولية
فقد شهدنا ازدواجية في الصلاحيات بين البلديات ومجالس المحافظات وضعف في التمويل المحلي والاعتماد على الدعم المركزي وان 70% من الموازنات تنفق على الرواتب مما ادى الى تراجع في ثقة المواطنين بدور المجالس المنتخبة وقدرتها على إحداث تغيير ملموس في حياتهم
هذه التحديات تقودنا إلى مراجعة شاملة للمنظومة الحالية وإلى حوار وطني صريح حول شكل الإدارة المحلية الذي نطمح إليه وما إذا كنا سنمضي نحو تطوير التشريعات الحالية او إعادة هيكلة مؤسسات الإدارة المحلية او ربما بناء نموذج جديد أكثر فعالية وقدرة على الاستجابة لاحتياجات المحافظات والمناطق
كما يكثر الحديث في الشارع السياسي وبين المتخصصين حول مستقبل مواقع القرار داخل الإدارة المحلية وهنا يبرز عدد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات مهنية واضحة مبنية على تحليل الواقع وقراءة الاتجاهات



هل سيتم تعيين رؤساء البلديات ؟
إن خيار التعيين مطروح مثل تعين الحاكمية الادارية من خارج المحافظة لكنه لا يتوافق مع فلسفة المشاركة الشعبية والنزاهه والاشفافية والديمقراطية ولا يتوافق مع ثالوث التحديث السياسي الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ومع ذلك يبقى تقييم الكفاءة ضرورة لا يمكن تجاهلها
لانه قد لا يكون التعيين هو الاتجاه المرجح لكن من المحتمل أن نرى نظام انتخابي مختلط ينتخب فيه المجلس من الشعب وينتخب الرئيس من بين أعضاء المجلس لضمان الانسجام والكفاءة
هل سيتم انتخاب رئيس البلدية من قبل أعضاء المجلس ؟
هذا الاتجاه يتوافق مع تطور الإدارة المحلية نحو نموذج برلماني محلي وقد يساهم في تقليل النزاعات وتعزيز الانسجام بين الرئيس والأعضاء و يقلل الصراعات ويسهل صياغة أجندة تنفيذية متكاملة ومن وجهة النظري فإن هذا الخيار قد يكون الأقرب للتطبيق
 هل ستعود المجالس المحلية داخل المناطق ؟
إعادة تفعيل المجالس المحلية ضرورة تصحيحية في عمل الادارة المحلية لان إلغاء المجالس المحلية ترك فراغ ملموس في عملية التواصل بين البلدية والمواطنين ولذلك فإن عودتها أصبحت ضرورة لتعزيز التمثيل المحلي وتحسين مستوى الخدمة مع إعادة هيكلة أدوارها وصلاحياتها لان هذه المجالس تقرب القرار من المواطن وتوفر الية للوقاية من التضخم الإداري وتحديد الأولويات الحقيقية لكل حي لذا إعادة المجالس بصلاحيات استشارية تنفيذية محددة مثل إدارة مشاريع صغيرة مراقبة جودة الخدمات إدارة ميزانيات مصغرة تكون 50% من إرادات المنطقة على الاقل مخصصة لمشاريع المنطقة مع ربطها بنظام تمويل شفاف ومبرمج
هل سيتم إلغاء مجالس المحافظات ؟
رغم التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية إلا أن إلغاءها ليس الخيار الأكثر منطقية من المتوقع إعادة هيكلتها وتحديد دورها التخطيطي بشكل أوضح بحيث لا تتعارض مع البلديات بل تتكامل معها لان مستقبل الإدارة المحلية يجب ان يتجه تدريجي نحو نموذج متقدم يقوم على بلديات قوية وممكنة ماليا وإداريا ومجالس محلية تعود إلى المشهد لتعزيز المشاركة ومجالس محافظات ذات دور تخطيطي لا تنفيذي ونظام انتخابي مختلط يعزز الكفاءة والشرعية وحوكمة مالية وتقنية تدعم الإنتاجية والاستقلالية وهذا النموذج ليس ترفا سياسيا بل ضرورة تنموية فالدولة الحديثة لا يمكن أن تستمر بنهج مركزي تقليدي في ظل متطلبات التنمية والابتكار ولا يمكن أن تحقق تقدم دون إشراك المواطن في اتخاذ القرار وتفعيل دور البلديات لتكون شريك حقيقي في الاستثمار والتنمية لا مجرد مقدم خدمة لان الإدارة المحلية ليست مجرد بلدية تنظف الشوارع وتنير الطرقات بل هي مؤسسة وطنية تنموية مسؤولة عن صياغة مستقبل التنمية وتوزيع الخدمات بعدالة وتمكين المجتمعات المحلية وبناء مدن قادرة على المنافسة والابتكار 
ومهما تعددت الأسئلة واختلفت وجهات النظر يظل الاتجاه الأوضح هو التطوير لا الإلغاء التعزيز لا التقليص والانتقال من بلديات تقدم خدمات إلى بلديات تصنع مستقبلا رغم وجود العديد من المعارضه المخاوف وفي حال تطبيق اي سيناريو من هذه السيناروهات المحتملة 
لان أي عملية إصلاح تواجه معارضة ومخاوف مثل مخاوف من فقدان السيطرة المركزية لان الهدف ليس التفريط بالسيادة بل توزيع فعال للمهام بحيث تظل الدولة مسؤولة عن السياسات الكبرى بينما تمنح البلديات صلاحيات تنفيذية واضحة لرفع كفاءة الخدمات
ومخاوف من الفساد والزبائنية والمحاباه والشعبوية والمناطقية والفئوية عبر إجراءات شاملة للشفافية ونظام مكافات أداء بناء على نتائج واليات رقابة داخلية وخارجية مستقلة تمكن من تقليص هذه المخاطر بشكل ملحوظ
ومخاوف من عدم قدرة البلديات على الإدارة المالية عبر بناء قدرات مالية شراكات مع بنوك محلية وصناديق استثمارية بالإضافة إلى برامج تدريبية وإشراف تمهيدي
ورغم كل هذا يبقى السؤال الأهم الذي علينا جميعا أن نطرحه على انفسنا اولا
هل نحن مستعدون لإطلاق نموذج محلي حديث قادر على تحويل البلديات إلى قاطرة للتنمية والإنتاج وشريك فاعل في بناء الأردن الحديث
إن الإجابة على هذا السؤال لا تتعلق بالحكومة وحدها ولا بالمجالس المنتخبة وحدها بل تتعلق بنا جميعا بالمواطن والمسؤول والخبير وصاحب القرار والمجتمع المحلي
فالإدارة المحلية هي عنوان المرحلة القادمة ومفتاح التنمية المتوازنة وجسر العبور نحو مستقبل أكثر استقرار وازدهار
لان الإدارة المحلية ليست مسألة فنية فحسب بل هي عقد سياسي واجتماعي نستطيع من خلاله أن نعالج تحديات اللامساواة وأن نصنع فرص اقتصادية وأن نعيد بناء الثقة بين المواطن والدولة إذا أردنا أن نرى مدن ومجتمعات تزدهر وشوارع تنظف نفسها تقريبا بفضل إدارة فعالة وبيئة استثمارية محلية نابضة بالحياة فلا بد أن نعطي الإدارة المحلية الدور الذي تستحقه دور قيادي وممولا ومحصن بمؤسسات شفافة ومهنية
لذا يجب علينا ان تشارك جميعا في وضع خطة وطنية طموحة قابلة للتنفيذ وذات مؤشرات واضحة خطة تحول الإدارة المحلية من مجرد جهاز خدمي إلى قلب نبض في التنمية المحلية خطة تجعل من البلديات منصات للإبداع وريادة الأعمال والشمول الاجتماع