يشارك الأردن دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام، وهو مناسبة لإبراز الجهود الكبيرة التي يقدمها المتطوعون وفرصة لتقدير أثرهم الإيجابي في مجتمعاتهم وتعزيز الوعي بقيمة العمل التطوعي ودوره في تنمية الأوطان وترسيخ تماسكها الاجتماعي.
ويهدف هذا اليوم إلى إلهام الآخرين للانضمام إلى مسيرة العطاء من خلال إبراز قصص النجاح وتجارب العمل التطوعي التي تترك أثرا عميقا في المجتمع، كما يعزز قيم التضامن والاندماج بين أفراده، باعتبار التطوع سلوكا إنسانيا يجسد الرغبة الصادقة في خدمة الآخرين والمساهمة في تحسين حياتهم.
ويمثل العمل التطوعي قيمة راسخة في الإسلام، فقد حث القرآن الكريم عليه بقوله تعالى: "فمن تطوع خيرا فهو خيرٌ له"، مؤكدا أن الخير يعود على فاعله قبل غيره، كما جاءت السنة النبوية لتؤكد هذا المعنى من خلال أحاديث عدة أبرزها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، وهو تأكيد على قوة الترابط والمساندة بين أفراد المجتمع ودور المبادرات التطوعية في تعزيز البناء الاجتماعي.
واحتفل الأردن والعالم بهذا اليوم تحت شعار "كل إسهام يصنع فارقا"، في دلالة واضحة على أن كل فعل تطوعي مهما بدا بسيطا قادر على إحداث أثر كبير في المجتمع، حيث يملك الأردن تاريخا عريقا في العمل التطوعي، حيث عرف أبناءه بروح التعاون والبذل والانخراط في خدمة مجتمعهم، وهي جذور متأصلة تشكل جزءا من الهوية الوطنية.
ويحظى العمل التطوعي في الأردن برعاية واهتمام خاصين من القيادة الهاشمية، سيما من صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الذي أطلق عام 2021 جائزة الحسين للعمل التطوعي وميثاق التطوع، في خطوة تهدف إلى تعزيز ثقافة التطوع وتنظيم الجهود التطوعية وتمكين الشباب وإبراز نماذج العطاء في مختلف المجالات.
ولا يقتصر أثر التطوع على الجانب الاجتماعي فحسب، بل يمثل رافعة مهمة للاقتصاد الوطني، إذ يسهم في تخفيف الأعباء عن المؤسسات وتعزيز كفاءة الخدمات العامة، ويرفد الشباب بمهارات وخبرات عملية تزيد من جاهزيتهم لسوق العمل، كما يعزز رأس المال الاجتماعي الذي يعد عنصرًا أساسيا في التنمية الاقتصادية المستدامة.
ختاما.. تبدو ثقافة التطوع أكثر حضورا وانتشارا بين الشباب في الأردن، حيث تحولت إلى سلوك مجتمعي متجذر يدعم مسيرة التنمية ويحسن جودة الحياة ويقوي الترابط الاجتماعي، ويجعل من الأردن نموذجا يحتذى به في العطاء والمبادرة الإنسانية.