تشكل بوابات مطاراتنا ومنافذنا الحدودية الواجهة الأولى التي يلتقي عندها الزائر مع وجه الأردن، ومنها يبدأ بتكوين صورته الأولى عن هذا الوطن ، وفي لحظات قليلة يمكن أن نصنع انطباعًا مضيئًا يبقى محفورًا في ذاكرة الزائر لسنوات طويلة.
فجر هذا اليوم، توجهتُ إلى المطار لاستقبال صحفية بلغارية بارزة تزور المملكة للمرة الأولى، بدعوة من الجمعية الأردنية لخريجي الجامعات البلغارية، لتغطية نشاطات ثقافية وتعليمية وسياحية وقد تقدّمت بطلب رسمي للجهات المختصة هناك للسماح لي بالدخول إلى منطقة الجوازات لمرافقة الضيفة، وتسديد رسوم تأشيرتها ، واستقبالها بما يليق بضيوف الأردن.
ولقد أسعدني كثيرًا حسن تجاوب المسؤولين وسرعة اتخاذ القرار، حيث جاءت الموافقة فورية، وتلقت الضيفة كل التسهيلات الممكنة بروح من الاحترام والرقي، في موقف يعكس معدن الأردنيين ويجسد قيم الضيافة التي نعتز بها.
واللافت أن أثر هذا الموقف الإيجابي لم يتأخر؛ فالضيفة ، وهي مذيعة كبيرة في الإذاعة الوطنية البلغارية ، وتقدم أحد أشهر البرامج الصباحية ، روت قصتها هذا الصباح من عمّان على الهواء مباشرة لملايين المستمعين في بلغاريا ، وبمشاعر تأثر واضحة.
فقد تحدثت عن دفء الاستقبال، وسهولة الإجراءات، والابتسامة التي رافقتها منذ لحظة وصولها، مؤكدة أن الأردن منحها انطباعًا أوليًا لن تنساه .
إن هذه التفاصيل البسيطة تصنع فرقًا كبيرًا، وتشكّل رسالة حضارية تعكس جوهر هذا الوطن ونبل شعبه ، فالابتسامة، والمرونة، وحسن التصرف ليست إجراءات شكلية؛ إنها جواز عبور ناعم إلى قلوب الزائرين .
فلنحرص دائمًا على أن يكون الانطباع الأول عن الأردن
راقياً… مضيئاً… ويليق بتاريخنا وهويتنا وصورتنا أمام العالم.
كل الشكر والتقدير لكل من يؤدي عمله بأمانة، ويحمل في ضميره سمعة الأردن أولاً.