هكذا كنا نشدوها صغارا ونحن نتابع مباريات منتخبنا الوطني وكلنا أمل في أن نراه يوما يقارع المنتخبات الكبرى في البطولات الكبرى، وكبرنا ونحن نراه يتطور جيلا بعد جيل، واليوم صار هو الكبير الذي تخشاه كبرى المنتخبات وتحسب ألف حسابًا ليوم لقائه، وتتجنب مواجهته، فصرنا من أوائل الدول التي تأهلت لكأس العالم وقبلها كنا وصيف آسيا، واليوم نشهد منتخبنا في نصف نهائي كأس العرب سائرا نحو المجد وحلم البطولة، فنحن لم نعد مشاركين، بل منافسين في كل مضمار نخوضه.
اسمحوا لي أن أطلق على منتخبنا لقب ( العمل الوطني)، نعم .. لأن هذا العمل الوطني لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتاج تضافر الجهود بدءا من الفئات العمرية في الأندية والأكاديميات وصولا إلى الإحتراف العالمي، رغم ضعف البنية التحتية مقارنة بدول الجوار أو دول العالم بشكل عام، ورغم ضعف الجانب المادي والدعم المالي مقارنة بمنتخبات العالم إلا أننا تمكنا من التميز.
تخيلوا معي أن ضعف الإمكانات والكثير من التحديات إلا أن منتخبنا تميز بكل ما قام ويقوم به، وهذا ما يدعونا للنظر إلى القطاعات الأخرى التي تفشل بدعوى ضعف الإمكانات، ونتساءل لماذا هذا التقاعس ولماذا هذا التراجع؟
الفرق أن منتخبنا الوطني لعب بالروح .. روح النشامى القتالية التي تضع الوطن نصب أعينها لعب المنتخب بتاريخه المشرف .. بالأمل وبالطموح بمسمى النشمي الذي لا يمكن أن يرضى إلا بالتميز.
نريد منتخب وطني في كل القطاعات، منتخب يشعر بالمسؤولية ويعمل بروح الفريق ، نريد منتخب وطني سياسي يعكس تطلعات القيادة والشعب، نريد منتخب وطني اقتصادي يعبر بنا الأزمات، نريد منتخب وطني من الإعلاميين الوطنيين والغيورين على مصلحة الوطن، نريد منتخب من التنمويين القادرين على خلق الفرص الجديدة في كل المجالات.
نحن مطالبون اليوم بعكس تجربة المنتخب الوطني كقصة نجاح ثمحفزة لكل القطاعات يبنى عليها المستقبل، في الجد والاجتهاد والمثابرة وتحويل التحديات إلى محفزات وأهداف تدفع مسيرة التنمية نحو الأفضل.
مبارك للنشامى تميزهم (وفالهم البطولة) ونبارك لجلالة الملك عبد الله الثاني المعزز وولي عهده الأمين هذا العمل الوطني الكبير الذي ما كان ليكون لولا دعم القيادة للرياضة والرياضيين كما هو في كل القطاعات.