يُعدّ التنمّر الإلكتروني من التحديات الحديثة التي يواجهها الأفراد، خصوصًا الأطفال واليافعين، نتيجة الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية. ويتميّز هذا النوع من التنمّر بأنه يحدث عبر الإنترنت، مما يسمح للمتنمّر بإخفاء هويته، ويجعل الوصول إلى الضحية أسهل وفي أي وقت. لذلك أصبحت الوقاية منه ضرورة تربوية واجتماعية.
مفهوم التنمّر الإلكتروني
هو سلوك عدواني متكرّر يستخدم فيه الشخص التكنولوجيا لإلحاق الأذى بآخرين، سواء من خلال :
الرسائل المسيئة أو المحرجة
نشر الشائعات أو الصور دون إذن
إنشاء حسابات مزيفة لإهانة الآخرين
التهديد أو السخرية أو التشويه
أشكال التنمّر الإلكتروني
1. الإهانة والمضايقة برسائل أو تعليقات مؤذية.
2. نشر صور أو معلومات خاصة دون إذن.
3. انتحال الشخصية لإنشاء حسابات مزيفة.
4. إقصاء شخص من مجموعات أو دردشات بشكل متعمّد لإيذائه.
5. التهديد أو الترهيب عبر الإنترنت.
أسباب التنمّر الإلكتروني
1 ) غياب الرقابة الأسرية أو المدرسية.
2 ) سهولة إخفاء الهوية عبر الإنترنت.
3 ) ضعف الوعي بالقوانين والعقوبات.
4 ] الرغبة في لفت الانتباه أو السيطرة على الآخرين.
5 ) تراجع مهارات الحوار واحترام الآخرين.
آثار التنمّر الإلكتروني
يترك التنمّر الإلكتروني آثارًا اجتماعية ونفسية وتربوية، مثل :
1 ) الشعور بالضيق والتوتر.
2 ) فقدان الثقة بالنفس.
3 ) تراجع التحصيل الدراسي.
4 ) الانعزال الاجتماعي.
5 ) اضطراب العلاقة مع الأسرة والأصدقاء.
( دون الدخول في أي تفاصيل حساسة حفاظًا على سياسة السلامة )
الوقاية من التنمّر الإلكتروني
أولاً: على مستوى الأسرة
توعية الأبناء بكيفية الاستخدام الآمن للإنترنت.
متابعة استخدام الأجهزة دون تقييد مبالغ فيه.
غرس قيم الاحترام والتسامح.
تشجيع الأبناء على التحدث بصراحة عند تعرضهم لأي إساءة.
ثانيًا: على مستوى المدرسة
إعداد برامج توعية للطلاب حول التنمّر الإلكتروني.
وضع قوانين واضحة للسلوك الرقمي داخل المدرسة.
تدريب المعلمين على اكتشاف العلامات المبكرة للتنمّر.
تعزيز بيئة آمنة تشجع الطالب على الإبلاغ.
ثالثًا: على مستوى الطالب نفسه
عدم الرد على الرسائل المسيئة.
حفظ الأدلة ( مثل لقطات الشاشة ) في حال الحاجة للإبلاغ.
ضبط إعدادات الخصوصية في وسائل التواصل.
عدم مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء.
تجنّب الانجرار وراء الشائعات أو الردود العدوانية.
رابعًا: على مستوى المجتمع
سنّ قوانين واضحة تجرّم التنمّر الإلكتروني.
تكثيف الحملات الإعلامية حول الاستخدام الآمن للإنترنت.
توفير قنوات للإبلاغ عن الحالات بسرّية وأمان.
دور التكنولوجيا في الوقاية
إعدادات الخصوصية والحظر (Block – Report).
برامج الرقابة الأبوية.
الذكاء الاصطناعي لرصد المحتوى المسيء.
حملات المنصات الرقمية لمحاربة خطاب الكراهية.
واخيرا ،إن الوقاية من التنمّر الإلكتروني مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. وكلما زاد وعي الأفراد بالسلوك الرقمي الواعي والمسؤول، قلّت فرص وقوع مثل هذه السلوكيات. الإنترنت مساحة للتعلم والتواصل، ويجب أن نستخدمها بما يساعد على بناء بيئة آمنة ومحترمة للجميع.