بعيداً عن التصنيف الدارج له ضمن عائلة "المكسرات"، تضع الحقائق العلمية الفول السوداني في فئة "البقوليات"، حيث يتفوق هذا المحصول الذي ينمو تحت الأرض بمزايا غذائية تجعل منه خياراً استراتيجياً للصحة العامة. فوفقاً لبيانات نشرها موقع "Web MD" ومنصات طبية موثوقة مثل "Harvard Health"، يمثل الفول السوداني مخزناً طبيعياً للألياف، وفيتامينات (B) و(E)، ومعادن أساسية تشمل الحديد، الزنك، البوتاسيوم، والمغنيسيوم.
درع وقائي للقلب والدماغ
تشير الدراسات السريرية إلى أن الفول السوداني يلعب دوراً محورياً في تحسين صورة الدهون في الدم؛ إذ يعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وضغط الدم المرتفع. وتتعزز هذه الفائدة بوجود مركب "الريسفيراترول" (Resveratrol)، وهو مضاد أكسدة قوي يرتبط بتقليل مخاطر السكتات الدماغية والنوبات القلبية عبر مكافحة الالتهابات الوعائية.
ولا تتوقف الحماية عند حدود القلب، بل تمتد لسلامة الجهاز العصبي؛ حيث يساهم مزيج "النياسين" وفيتامين (E) في حماية خلايا الدماغ من التدهور المعرفي، مما يقلل احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر.
حليف الرشاقة ومكافحة السكري
خلافاً للاعتقاد الشائع حول تسبب الدهون في زيادة الوزن، أثبتت الأبحاث أن المحتوى العالي من البروتين النباتي في الفول السوداني يعزز آلية "الشبع المبكر"، مما يجعله أداة فعالة في برامج إنقاص الوزن عند تناوله باعتدال.
وفيما يخص مرضى السكري، يبرز الفول السوداني كغذاء مثالي بفضل "مؤشره الجلايسيمي" المنخفض، حيث لا يتسبب في طفرات مفاجئة لمستويات السكر في الدم. كما تشير الأبحاث الصادرة عن الجمعية الأمريكية للسكري إلى أن احتواءه على المغنيسيوم يحسن من حساسية الأنسولين، مما يقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
طول العمر والوقاية من السرطان
بفضل احتوائه على الإنزيم المساعد (Q10) وكافة الأحماض الأمينية الأساسية الـ 20 (وخاصة الأرجينين)، يدعم الفول السوداني صحة الخلايا ويجدد نشاطها. وتؤكد البيانات الطبية أن وجود مركب "الريسفيراترول" بتركيزات عالية يعمل كحائط صد ضد بعض الأورام، لا سيما سرطان المعدة لدى الفئات العمرية المتقدمة.
كفاءة الجهاز الهضمي والمرارة
تمتد الفوائد لتشمل الجهاز الصفراوي؛ حيث يرتبط الاستهلاك المنتظم للفول السوداني بانخفاض ملحوظ في تشكل حصوات المرارة، مما يقلل من احتمالات التدخل الجراحي. كما أن دوره في خفض مؤشرات الالتهاب العامة (مثل البروتين التفاعلي C) يجعله عنصراً حيوياً في تعزيز المناعة الشاملة للجسم.