نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية : شهيد اللواء ولواء الشهيد !.
بقلم... زيد احسان الخوالدة.
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)
لم تكن بلعما تلك البلدة الحيوية الضاربة جذورها في عمق التاريخ منذ فجره الأول وعاصمة مواقف قبيلة بني حسن والتي تتوسط البلاد بين اربد والزرقاء والمفرق وجرش على موعد مع حضور مهيب لتزف أحد أبناءها شهيدا للوطن وهو الطيار المقاتل الملازم أول أحمد علي أبو هديب الخوالدة.. فأحمد الذي كان يتمنى الشهادة ويطلبها من الله وهو شاب في ربيع العمر ..من أوائل عشرينيات العمر..بار بوالديه.. حاتمي الكرم والأخلاق وهذه هي السجايا التي ورثها عن أهله وأجداده.. رحل احمد .. جاءنا الخبر في ثاني أيام العيد في الصباح.. إن اكبر مصيبة ممكن أن يتصورها الإنسان أن يفقد ابنه فلذة كبده لكن في نفس الوقت إن أكثر شيء يتمناه الإنسان أن يرى إبنه في احسن حال .. وهل هناك أعظم من الشهادة .. هذا ما قرأته في عيون ابو الشهيد حينما جاءت حشود المعزين بوفاة الفقيد.. لم يكن احمد شخصا عاديا بحسب كما ذكر والديه وأقاربه وجيرانه وكل من عرفه ... وكما يقولون والله انه فقيدة !.. كان الجثمان لا يزال في أميركا حيث كان الشهيد في دورة تدريبية وتوفي رحمه الله اثر تحطم الطائرة هناك .. الكل ينتظر الاخبار .. بدأ الإهتمام يزداد اكثر واكثر لما لهذا الطيار من محبين وممن تعاطف معه كونه ضحى بشبابه واستشهد أثناء القيام بالواجب ..كنا جميعا نسافر مع أخباره وجثمانه الطاهر من ولاية إلى ولاية . ومن محبتنا بالشهيد وأهله وعملا بالسنة النبوية الشريفة كما جرت العادة عند أبناء عشيرتنا حيث يتم دفن الميت على وجه السرعة .. كنا مندفعين جميعا طلب الاستعجال في إجراءات نقل الجثمان وكنا منفعلين في كثير من الأحيان .. لكن للحق والعدل نقول أن الملحقية العسكرية هناك كانت تعمل بصمت وسرعة فالشكر لهم وكافة زملاء الشهيد احمد هناك والجالية الأردنية في أميركا...وشكر خاص الى قائد سلاح الجو
أيها الشهيد ... ما اعظمك وما اطهرك ..
ماذا فعلت في حياتك ليكرمك الله كل هذا الكرم
أي وفاء هذا لبلدتك واهلك.. حتى بمماتك..
إنها جنازة مهيبة ... شاب عشريني العمر .. ليس مليونيرا لم يعرفه الناس عبر الشاشات والإعلام..
فكان اخر ما كتبه ويوصينا به على صفحته الفيسبوك بالصلاة كونه لا ندري اي صلاة ستكون الأخيرة... لقد كان احمد صواما قواما من أهل المسجد والصلاة وأصحاب الايادي البيضاء ..
فالشهادة يا أخوان هي وسام رباني ...
فهنيئا لك ايها الشهيد ..والعز والفخار لكم يا والدي الشهيد للعم ابو محمد والعمة ام محمد..
ليعلم الجميع أن بلعما التي انجبت الأبطال والجنود الصناديد وقدمت الشهداء هي عزيزة بأبنائها ...
وبالشهيد يرفع الله قدر البلدة وأبنائها حيث أتى لزيارة بيت العزاء فيها كل أركان الدولة ورجالها ومدراء لأجهزة الأمنية. واستسمح روح الشهيد الطاهرة ووالديه وأهله وأنا لست بأفضل اهل بلعما.. بأن نتقدم بخالص الشكر والتقدير والاعتزاز بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى ونأمل بزيارة خاصة من لدنه لوالدي الشهيد كونه ابو الحسين هو والد الشهيد أيضا وكل أبناء الوطن هم مشاريع شهادة.. وسمو الأمير فيصل بن الحسين الذي زار بيت العزاء ورئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر وقائد الجيش الفريق محمود الفريحات الذي شارك بدفن الفقيد وقائد سلاح الجو الملكي اللواء يوسف الحنيطي، ولما ابدته الملحقية العسكرية في اميركا من تعاون ...شكرا على زيارة رئيس الوزراء عمر الرزاز وعلى كل ما قدمه رجالات الوطن من مشاعر الحزن والمواساة والمشاركة سواء بزيارة بيت العزاء أو المشاركة بالصلاة أو الدفن.
والله أننا رفعنا رؤوسنا بك أيها الشهيد ..
وبلعما رفعت رأسها عاليا بك ..
فبلعما هي اللواء بافعال أبنائها امثالك
وأنت الشهيد الذي ملأت البلدة بكل الخيرين
فحقا لبلعما أن تكون لواء.. وحقا أن شهيدها هو اللواء.. والله اكرم من الجميع ..