نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية .
كتب الاستاذ فوزي المساعفة
قراءة في دور وزارة التربية والتعليم الأردنية في إلقاء البرميل ( صناعة الفوضى)
نسمع و نقرأ ونشاهد كل ما يمس هيبة التعليم ونظام التعليم في الأردن والمتهم الأول فيها المعلم فتصب عليه المسؤولية وتكال له الشتائم من مجتمعنا الذي فقد الثقة بالتعليم والمعلم ( وهذا مخطط له) أريد عبر هذا المنبر أن أضع بين يدي كل من يهمه الأمر مواطن الخلل لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
فمنظومة التربية والتعليم معا باتت على شفير الهاوية ودنت من مراتع وخيمة ، ومن دوافع الفوضى. :
1. تعاني إداراتنا ومديرياتنا ومدارسنا من سوء اختيار قياداتها فالأسس التي تزج بأحدهم في تلك المناصب يعتريها الخلل وانعدام الشفافية، وقابلة للتغير حسب مزاج صانع القرار.،فكيف لمن زجت به الواسطة أن يعدل بين من هم تحت إدارته وكيف لشخص يجهل القوانين أن يطبقها وكيف لشخص لا تدعمه القوانين أن ينجح في أول اصطدام؟؟؟!!
يجب أن توضع شروط صارمة ومناسبة للاختيار وقدر الإمكان ثابتة كذلك ويجب أن يختبر القائد بعد تحقيقه للشروط فترة كافية ويتلقى التدريبات المناسبة في كل مجالات الإدارة ولا يهمل أي مجال منها من كتابة الورقة إلى مخاطبة الجمهور من هنا يبدأ النحاح.
2. التجهيزات والاستعداد وانعدام التخطيط المسبق يربك مدارسنا في بداية كل عام فعلى سبيل المثال لا الحصر تستهلك الإدارات شهرها الأول في قبول ونقل الطلبة و التهرب من أولياء الأمور والضغط الحاصل من الواسطات ( مع أهمية هذا الوقت للإدارة لتوجيه دفة مركب التعليم نحو المسار الصحيح) لو تكرمت وزارتنا وحددت وقتا يبدأ من نهاية الفصل الثاني إلى نهاية آخر اسبوع قبل بداية العام الدراسي الجديد للنقل والقبول من خلال المدارس ثم تنتقل هذه الصلاحية لقسم خاص بالوزارة يدرس أسباب الانتقال ويتخذ القرار في ضوء هذه الأسباب لنتجنب الإرباك الحاصل من ترك الباب مفتوحا لولي الأمر يجعل المدارس حقل تجارب لابنه وهذا يربك القوائم و السجلات ويستهلك وقت الإدارات ويهضم حقوق الطلاب.
ومن أشكال انعدام التخطيط نجد تدفق الدورات التدريبية والنشاطات بعد بدء العام الدراسي فتجد المعلم يخرج قبل انتهاء الحصص وأحيانا تجده مطلوبا لأكثر من جهة تدريبية وأحيانا نجد دورة تشمل معلمي مادة معينة مجتمعين ومنذ بداية اليوم الدراسي فيجد المدير نفسه أما 10 أو 15 حصة تحتاج إلى إشغال.. أين كنتم في العطلة الطويلة؟؟؟!!! هذه من أكبر عوامل الفوضى في المدارس.....
ومن سوء التخطيط التعيينات التي تتنقل بين الشهور تارة بعد بدء العام الدراسي بشهر وأخرى بمنتصفه وهكذا و الإدارات تعاني ويلات التغيير... يجب أن تنسق وزارتنا مع ديوان الخدمة المدنية ليكون نصيبها من التعيين في نهاية العام الدراسي لاستغلال فترة العطلة الصيفية لتدريب وتأهيل المعينين الجدد لتكون انطلاقتهم قوية ولا تكون الغرفة الصفية حقلا للتجارب لمعلمنا الجديد...
كما يجب وقف التنقلات الداخلية والخارجية للمعلمين مع بداية العام الدراسي وتخصيص قسم في الوزارة مشهود لأفراده بالشفافية والعدل لمتابعة حالات النقل الداخلي الاضطرارية خارج تلك الأوقات ولا تترك الأمور لمزاجية المديريات...
ومن سوء التخطيط تأخير وضع أسسس النجاح والرسوب والإرباك الحاصل فيها وهي الأساس الذي توضع من خلاله البرامج الدراسية هذه أكبر مصيبة أن يداوم الطالب في مدرسته وبرنامجه الدراسي لم يوضع بعد من هنا تنطلق الفوضى فعلا من هنا بداية الفوضى المتسلسة فكيف ستحدد المسؤولية دون برنامج دراسي والبرنامج هو عنصر الأمن الضابط للنظام فعلى الوزارة التبكير بوضع الأسس ومتابعة المدارس في وضع برامجها الدراسية قبل بدء العام الدراسي....
التخبط الواضح في تعدد مسارات الثانوية وتداخل المواد وفتح المجال أمام الطلبة لاختيار موادهم وحزمهم أربك المدارس وبرامجها وصنع الخلافات بين الإدارات والكادر أرهقتمونا بكثرة قوانينكم فكلما عالجنا جرحا نزف آخر...
ما زلت أتساءل كيف توضع مادة الرياضيات مادة إجبارية لطالب المسار الأدبي واللغة العربية تخصص ( المكونة من ثلاثة كتب) مادة اختيارية مع الجغرافيا وتاريخ العرب والعلوم الإسلامية والحاسوب ( وكل منها كتاب واحد) ونترك العربية تنافس هذا الإغراء الواضح لتركها بتحقيق النجاح فيها أيعقل ذلك؟؟؟!
كيف يكون لتاريخ الأردن مادة من 120 صفحة تقريبا علامة مساوية لمادة اللغة العربية.
3. من مسببات الفوضى انعدام التجهيزات المادية والمتمثلة بانعدام جاهزية المباني والغرف الصفية وعدم استحداث المدارس الجديدة وتكديس الطلاب وإثقال كاهل المعلم راعي العملية التعليمية الأول بهذه الأعداد الكبيرة هذه الفوضى بأم عينها...... حين يدخل الطالب ولا يجد لصفه بابا أو نافذة ولا يجد لنفسه مقعدا والنظافة معدومة فكيف سيشعر باهتمامنا فيه سيتحول إلى قنبلة مكبوته وليست موقوته ستنفجر في وجه المعلم في أي لحظة.... معلمنا حين لا يجد لنفسه مكتبا ومقعدا يلقي بجسده عليه ويضع كتبه وأدواته ويأمن عليها كيف سيعطي... إن أردنا العطاء والالتزام علينا أن نقدم مستلزماتها....
4. من أسباب الفوضى دخول معلم غير مؤهل للصفوف فلا يجد ما يقدمه وهنا يصبح داعما ومنتجا للفوضى... وهنا تظهر حاجتنا إلى تقييم حقيقي للمعلم يدفعه لتطوير مهارته ومعرفته لتجنب فقدان الوظيفة وفي المقابل وضع حوافز مادية للمعلم المميز... وتفعيل دور المشرف التقييمي للمعلم.
5 . إعادة النظر في توزيع الحصص على المباحث حيث لا تتجاوز ست 6 حصص للصفوف العليا وخمس 5 حصص لصفوف المرحلة الدنيا في اليوم الواحد وإعادة النظر في أنصبة المعلمين على ضوء هذه التعديلات.
6. من أهم أسباب الفوضى جعل المدرسة الواحدة تحوي جميع المراحل وهذا من أكبر أسباب الفوضى وتوارث الأجيال للفوضى فيجب عاجلا غير آجل الفصل بين المراحل في مدارسنا.
7. ومن أسباب الفوضى عدم مواكبة قوانين الانضباط المدرسي للمتغيرات إضافة إلى تعقيد إجراءات مجالس الضبط والفترة الزمنية الطويلة لاتخاذ القرار وقد يعود مجلس الضبط بالبريد لعدم وحود نقطة في آخره وهذه الفترة الزمنية الطويلة كفيلة بإيقاع الضغوط على الإدارات واستهلاك وقتها وبالتالي نكتفي بفنجان قهوة وعبارات صفراء جافة...... يجب علينا إعادة النظر في تعليمات الانضباط المدرسي وتفصيلها حيث تشمل كل المخالفات من خلال إشراك المرشدين والإدارييين في وضعها وتبسيط الإجراءات وسرعة المصادقة عليها لقطع الطريق على الوساطة وحفظ هيبة المدرسة والمعلم قبلها وتجنيب المعلمين والإدارات الاصطدام مع الطلبة وأولياء الأمور آخذين بعين الاعتبار التنسيق مع الجهات الأمنية للإسراع بتلبية أي نداء عاجل من إدارات المدارس للحفاظ على كرامة وهيبة موظفيها وحمايتهم وجعل ذلك أولوية أمنية.
8. من أكبر عوامل الفوضى حصص النشاط الحر ( المضر) هذا برنامج دخل كزرافة نريد إدخالها إلى قفص عصفور لن أناقش أضراره فالأمر لا يناقش ويجب أن تأخذ الوزارة تغذية راجعه وسريعه حول هذا القرار.
9. ( كل معلم وتربوي يحب أن يضيف)
إذا أردت أن تعرف أن التعليم في الأردن يسير في الاتجاه الصحيح فابحث عن أبناء القيادات التعليمية من مدير تربية واصعد فإن وجدتهم في مدارس حكومية فالتعليم في وطننا بخير ولكنك ستتفاجأ بأنهم أو جلهم ينعمون بنعيم البرامج الدولية في المدارس الخاصة وابنك يفترش الأرض ويظله زجاج تصدعت أيامه وبقية باب هشمت ظهره قرارت توالت لتحطيم طموحه .... واقع التعليم في الاردن في خطر وفي عهد الوزير محمد الذنيبات كان التقييم حقيقيا فتكشف هذا الخطر فباتت ألوية لم ينجح في بعض فروعها أحد أو طالب او اثنان و اعترافات بأن الأمية تفشت بين طلاب المرحلة الثانوية بل فضح أيضا المدخلات حين كشف ضعف معظم المرشحين لمهنة معلم من خلال أعداد من لم يتأهل لها بسبب رسوبه في امتحان من مناهج الوزارة فعلا هذه مصيبة هذه هي المخرجات والمدخلات الحقيقية ثم تدثرت تلك المخرجات والمدخلات بالزيف لتقفز قفزة نوعية ولكم أن تخرجوا لنا دراسة بالنسب والأرقام توضح الفرق الشاسع بين فترة الوزير الذنيبات و الفترة التي تليه وكلنا يعرف أن هذا الفرق لا يحدث في سنة دراسية واحدة... التعليم في أردننا يلفظ أنفاسه الأخيرة هذا نداء لكل تربوي شريف وكل غيور على دينه وأمته أنقذوا الأخلاق وأنقذوا العلم فكليهما أساس رفعتنا..... شاركوا المنشور لعله يلامس أذن صانع القرار