نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية:
الكاتب : الدكتور محمد سلمان معايعه.
ما أود أن أقوله بأن عظمة اللقاءات والمواقف والإنجازات المتميزة هي التي تدفع وتفجر طاقات لدى الإنسان ليتحدث عن الإبداعات الثقافية، وما الإبداعات والإنجازات الثقافية التي تحققت في إتحاد الكتاب الأردنيين إلا شاهد على هذه الإنجازات الوطنيه..وما دفعني بشوق وبحرارة زائدة أن أكتب هو ما ابهرنا به الشاعر عليان العدوان رئيس الأتحاد وأعضاء الهيئة الإدارية على ما قدموه من فقرات مميزة تذوقها الحضور وراقت لهم في الندوة الاستذكارية للشاعر مصطفى وهبي التل والتي عقدت في رحب إتحاد الكتاب بتاريخ 12/9/2018 ، إيمانا منه بأن الثقافة يجب أن تكون عابرة للجغرافيا النخبوية لتعريف برموز ورجالات الوطن الذين كان لهم إسهامات كبيرة في بناء أركان الوطن كلاً من على منبرة وحسب قدراته في عصرة في كافة المجالات الإبداعية والتي ما زال آثارها بارزه نتغنى بها في كل الدواوين الأدبية فهذه هي القلوب الطيبه التي كانت تعطي كل الاشياء لوطنها بدون مقابل ، فهي بطبيعتها يتواجد داخلها الإحساس وتشعر بألم وأحزان غيرها ويؤلمها أن تراهم يعانون ويحتاجون. لذلك تشاركهم هذه المشاعر وكأنها هي من تعاني هذه الآلام وتبكي وتحزن وتدمع عيونها فكانت لديها القدرة الفائقة على استشراف المستقبل من خلال استقراء واقع الأمة وظروفها وما يحاك ضدها من قوى الشر ...أصحاب هذه القلوب أمثال الشاعر مصطفى وهبي التل هم الذين كانوا يحملون هم الأمة ويسعون لتجميل صورتها واعطاؤها رونقاً يليق بها من خلال نشر ثقافتها وثوابتها الدينية والأخلاقية والإنسانية لكي تبقي أمه يشار اليها بالبنان لعظمة إنجازاتها ورايتها كانت عالية بعلو مجد قيادتها....
أما أنتم فرسان الأتحاد ممثلين بفارسكم الشاعر عليان العدوان بحق إنكم من الجنود الذين يعملون بصمت لإعلاء شأن الوطن العربي وثقافته بفكركم العميق الناضج ايمانا منكم بأن الأوطان لا تحمى فقط بالجيوش وإنما تحمى أيضا بالفكر الناضج السوي الذي يهذب ويعلم ويطور فالأمم ترتقي بعلمها وثقافتها وبرجالها الشرفاء الأتقياء ، عنوانكم الثقافي أن المستقبل لن تبنية الأيدي المرتعشة ، لذلك جاءت أولويات مهامكم بأن الوطن بحاجة إلى ثورة تنويرية تربوية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تعيد توازن القوى لقطاعاته المتنوعة اعتقادا منكم بأنه إذ لم تتغير الثقافة لن يتغير السلوك للأفراد صغار وكبارا. ....هكذا وجدنا في لوائح اتحادكم النصوص التوجيهية التي تركز على تجذير الثقافة العربية في نفوس أبنائنا والارتقاء بمستوى الوعي السياسي لدى كافة فئات المجتمع، فالمجتمع بحاجة للسيف والقلم معا لكي نحقق النهضة لأمتنا ونخرج من كابوس اليتم الذي فرضه علينا الإستعمار بكل وسائله القذرة. فأنتم تمثلوا فعلا أحسن الفسائل الشجرية للتطعيم الذي يُعد من أهم الطرق لتحسين النباتات وتقويتها وتحسين مواصفاتها، فنلجأ إلية لإكثار أنواع وأصناف أكثر ذات مواصفات جيدة وعالية الإنتاجية، وخالية من الأمراض، والتي لا يمكن إكثارها بالعُقل أو من خلال طرق الإكثار الخضري فالمقصود من هذا التعبير هنا هو إجراء التغيير في الصفات أو السلوكيات المعينة في كائن ما لأسباب مختلفة تقتضيها رفعة الوطن وتقدمه بأعادة بناء الثقافة السياسية والاجتماعية للمواطن الأردني على أسس محدثه تشمل القيم المدنية والديموقراطيه من خلال وسائل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية مثل ، الأسرة وجماعات الرفاق ، والمدرسة ، والمؤسسات الدينيه ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني ، والأحزاب السياسية على أسس تعزّز المواطنة وقيم العدالة والمساواة واحترام الآخر ، وسيادة القانون وغير ذلك من القيم التي تتماشى مع مفهوم المجتمع المدني الذي يقود الي بناء الدولة المدنية وهذه العناوين الرئيسية وجدناه في جميع فعاليات الأتحاد. حيث لا مندوحة من الأشاره لأهتمام ادارةً اتحاد كتابنا الموقر بالأعلام والاعلاميين بدا واضحا من تكريم راواده وأهتمام يليق بوسائل الأعلام الوطنيه التي تثمن دوما دور الأتحاد على الصعيد الثقافي كمعلم بارز في الساحة الثقافية محليا وعربيا وأقليميا ودوليا رغم كل المعوقات التي لاتخفى على المتابعين، لذلك نقول وكما هو الحال بأن الحقول يتجدد ثمارها و يزداد نضوجها اعتمادا على نوعية البذار الطيب وأحيانا بما تطعم به من فسائل عالية الجودة ، فأن الثقافة بحاجة إلى فكر إبداعي وعميق يطهرها من أوجاعها ويعيد لها الحياة من جديد وهذا مالمسنا بحق من الدور الذي يقوم به الشاعر عليان العدوان رئيس اتحاد الكتاب الأردنيين وزملاؤه الكرم لإعادة النبض لثقافتنا العربية والإسلامية والعمل على المحافظة على الإرث النهضوي الذي قام به آباءنا وأجدادنا.
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه، الوطن تحميه سواعد الشرفاء أمثالكم.
عمان في ١٤/٩/٢٠١٨
حقوق الملكيه الفكريه مصانه