نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
بقلم عوني جدوع العبيدي.
علاقة دولة رئيس الوزراء وصفي التل بأمير فلسطين في القرن الثامن عشر ميلادي ظاهر العمر الزيداني رحمهما الله
1106 - 1189 هجري
1695 - 1775 ميلادي
ولد الشيخ ظاهر العمر الزيداني في مدينة صفد سنة 1106 هجري ثم إنتقل إلى طبريا وتعلم على يد الشيخ عبد القادر الحفناوي وبقي فيها حتى بلغ السادسة عشر حينما إضطر إلى مغادرة طبريا إلى صفد لقتله رجلا إغتصب فتاة قرب طبريا وحينما بلغ الخامسة والعشرين تزوج من فتاة دمشقية وفي سنة 1733 ميلادي تولى أمر طبريا بعد أن انصف أهلها من الشاويش الذي كان يظلمهم ويفرض عليهم الغرامات فوق ما يستطيعون كما كان يسجن أبناء طبريا فأخرجهم ظاهر العمر من السجن وقد أقره محمد باشا وزير صيدا على حكم طبريا بعد أن تقدم الفقيه والإمام والقاضي وأهل طبريا بمحضر كتبوا فيه عمّا أصابهم من ظلم ذلك الشاويش وعمّا فعله ظاهر العمر من أجلهم .
وبعد أن قويت شوكة ظاهر العمر إستولى على عرابة البطوف وما بجوارها وصفد وقلعة جدين والبصة ويارون ثم سيطر على عكة سنة 1734 م وجعلها عاصمة له وجعل لها سورا وحصنها وشيد ابراجها ثم سيطر على حيفا والطيرة والطنطورة وفي سنة 1735 م سيطر على الناصرة بعد معركة عنيفة مع حاكم نابلس إبراهيم الجرار .
وفي سنة 1773 م حاول غزو مصر لكنه فشل وفقد إبنه صليبي في تلك المحاولة ثم امتد حكمه الى بلاد حارثه حتى شمل كل فلسطين وامتدت سيطرته إلى صور وصيدا وبيروت وشرق الأردن حتى غدت تركيا تخشى بأسه وتهاب سطوته وأقام علاقات مع قيصر النمسا وجرمانيا وملكة روسيا كاترينا الثانية .
كان الشيخ ظاهر كثير العناية بأهله وذويه وحاشيته يلاحظ أمورهم كلها وشديد المؤاخذه لهم على كل هفوة ولا يحب الزخرفة في اللباس وكان صموتا لا يتكلم إلا لحاجه وما رأه أحد مازحا أو ضاحكا أو ماجنا وما سمع منه كلمة فاحشة وما كان يستفزه لا الفرح ولا الحزن ولا الخوف كان شديد الهيبة شريف النفس كثير الحياء ولم يكن يرفع نظره إلى إمرأة أو ينظر إليها مليا وكان يبغض الفساد كما كان يكره الخمر وشاربه ويقول : أعجب لعاقل كيف يسمح له عقله أن يشرب جنونا .
وكان فارسا شجاعا لا يهاب الموت شديد البأس ليّن الكلام جرش الصوت فصيح النطق ويحب الشعر والشعراء وكان مجلسه وقورا جليلا لا يجري فيه شيئ من المجون وكان يحسن إلى الفقراء حتى أنه عين راتبا لكل فقير من فقراء عكا .
إنتعشت الزراعة في عهده وحل الأمن والاستقرار في ربوع فلسطين وعمد إلى تعزيز مركزه بالتحالف مع القبائل العربية واقامة علاقات مع دول اوروبا وتحالف مع علي بيك الكبير حاكم مصر وهكذا أصبح الشيخ ظاهر سيد فلسطين وحاكمها المطلق فدان له الأمراء وخطب ودّه الحكام إلا أن الأمور بدأت تختلف معه بعد انقلاب محمد بيك أبو الذهب على سيده علي بيك الكبير وشن حربا على إمارة الشيخ ظاهر لكن الشيخ ردّه وهزمه ومات ابو الذهب فجأة في صيدا.
إلا أن السلطة العثمانية جهزت اسطولا لإحتلال عكا وبينما كان الظاهر متهيئا للمقاومة ورد الهجمة الجديدة غدر به الدنكزلي مغربي من رجاله فقتل سنة 1775 ميلادي وزالت دولته .
وهكذا إنتهت إمارة الشيخ ظاهر بعد أن عاش ثمانين سنة .
ونستطيع اعتبار تاريخ ظاهر العمر تاريخ نهضة فلسطين واستقلالها وتجديد عمران مدنها .
جاء في أحد التقارير التي كتبها أحد قناصل فرنسا في صيدا عن ظاهر العمر ما ترجمته :إنه يتمتع الان بسلطة مطلقة لا حد لها يطيعه حلفاؤه بقدر ما تطيعه رعيته وهو واحد كان في استطاعته ان يجهز للقتال ستة الاف فارس الا ان امواله لا تحصى وكفاءته لا تستقصى وقد كان مباركا في كل اعماله وعاونته اسرته وفيرة العدد في كل مشروعاته .
وعلق أحد المؤرخين فقال : إن شخصية ظاهر العمر شخصية ظهرت في الشرق في أواخر القرن الثامن عشر وأنه رغم تجاوزه الثمانين فقد احتفظ بقواه العقلية وقدرته الجسمية بنشاط خارق للعادة.
وصفه المؤرخ ميخائيل الصباغ الذي كان قريبا منه فقال : كان ظاهر العمر ابيض اللون ممتلئ الوجه واسع العينين ذا فم صغير رقيق الشفاه إلا أن الشفة السفلى اغلظ قليلا من العليا وحواجبه طويلة مقرونة ذا أنف مدور معتدل الشكل طويل الذراعين والاصابع نحيف الجسم مربوع القامة متوسط الطول خفيف الذقن والشوارب وأسود الشعر ذا لحية مدورة .
تزوج ست نساء أنجب منهن ثمانية اولاد وهم صليبي وهو البكر وعثمان واحمد وعلي وسعيد وصالح وسعد الدين وعباس وكان يعتمد عليهم في حكم مملكته وكان جميع اولاده فصحاء وشعراء وقد جمع لهم ميخائيل عبود البحري الحمصي قصائدهم وقصائد مؤدبهم الشيخ عبد الحليم الشويكي في ديوان .
كان ظاهر العمر حليما لكنه شديد الانتقام.
اما عائلته فعلى رأي المؤرخ الصباغ فانها تعود الى الامام زيد ابن الحسن ابن علي ابن ابي طالب ، كان كبيرهم علي الزيداني
خلفه ابنه عمر الذي رزق ثلاثة اولاد علي وسعد وظاهر .
هذا هو امير فلسطين الذي اليه تنتسب الزيادنه في بلاد الشام عامة وفي الأردن وفلسطين خاصة وهم من الحسن ابن علي اين ابي طالب الرواية المشهورة وفي رواية اخرى من بني زيدان من الحجاز قدموا فلسطين وسكنوا فيها .
والزيادنه في الاردن وفلسطين هم الكساونة في عمان
الظواهري— الزيادنه في بيت اكسا
عباس — الزيادنه في الناصرة
الزيادنه في ياصيد نابلس
سكان الدامون بعكا
الخطيب الكسواني في ابو غوش القدس
الرقاد قي البلقاء
الزيادنه في جرش وصبحا وطبريا وام قيس والطفيلة .
التل او التلول في اربد .
وإلى عائلة التل المشهورة والمعروفة ينتمي دولة رئيس الوزراء وصفي التل فهو من ذرية امير فلسطين وما حولها الشيخ ظاهر العمر الزيداني