نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
بقلم المخرج محمد الجبور .
في أوروبا أطلقوا على العصور الوسطى عصور الظلام فقد كان هناك ركود في جميع المجالات ورغم ذلك كانت بداية ظهور وتأسيس المدارس في هذا العصر الذي هيمنت عليه الكنيسة، عصر قتل فيه الإنسان لا لشيء سوى أنه يفكر
ثم جاء عصر النهضة وكان للعرب دور مؤثر حيث استفاد الإيطاليون من دراسات العرب لفلسفة أرسطو وبعض الفلاسفة اليونانيين الآخرين ونقلوها إلي أوروبا كلها وعصر النهضة معناه العودة إلى الأصول وكانت خطاباتهم في ذلك الحين تدور حول معرفه النفس وكرامة الإنسان وكان أهم شعار في ذلك العصر المعرفة هي السلطة
المعرفة دائما تأتي من الداخل كما قال سقراط لذا كان هذا العصر هو من حفظ حق الإنسان ثم جاء عصر الباروك وشعاره الإقبال على الحياة ورمزه المسرح حتى جاء عصر التنوير وأخذ الفلاسفة على عاتقهم إرساء قواعد الأخلاق والدين وأهم مميزات هذا العصر ظهور علم التربية وكان شعارهم العودة للطبيعة والطبيعة هنا كلمه مرادفة للعقل
ثم جاء العصر الرومانسي وظهرت عناوين جديدة له مثل ( الشعور) (خيال) (حنين) وهو ما ظهر به تمرد الإنسان على إنسانيته هذا كان ملخصا للحركات الفكرية في أوروبا ونحن كعرب لدينا العصر الجاهلي وهو الذي ظهرت به فضائل الإنسان ولكن كان العقل منحى جانبا وربما استثني من ذلك عروة ابن الورد الذي أعتبره المفكر الوحيد في عصر اللا عقل ومن ثم جاء ديننا الحنيف ليؤصل تلك الفضائل ويسمو بالعرب فوق الأمم بعدما أصبحت الأهداف نبيلة والنفس نقية وكان هذا العصر هو بداية الإسلام وهو العصر الوحيد الذي سما به الإنسان كإنسان كيف لا ولم يأت الدين إلا ليسمو بالبشرية
حتى جاءت العصور الإسلامية الوسطى وكان الدور الأكبر للعقل، فكانت الحضارة الإسلامية أعظم حضارة بلا منازع حتى نهاية الدولة العثمانية وبنهايتها سقطت الخلافة الإسلامية وأكاد أقول إن الحضارة الإسلامية هي الأخرى سقطت أيضا
أما عصرنا الحالي فلم أجد ما أطلقه عليه سوى عصر الشهوة وشعاره (تقديس الجسد)، ورمزه (تمجيد المشاعر وقتل العقل) وأهم أدواته الواسطة والغش والعيش في كنف الحضارة الغربية
أما الإنسان في هذا العصر، فلا تسأل عنه فهو يعيش تحت شعار( اتركها وربك يحلها) ترك هذا الإنسان بلا صناعة بلا تربية يواجه المجهول يقتات على فتات عقول أخرى همش دوره فقط لـ (يعيش وينجب) ومن ثم يموت ويعفى من قرض العقار حياة هذا الإنسان عبارة عن حفلة شاي ولكن ليست على مراكب الغرب
بل على كراسي الانتظار