نيروز الإخبارية : كتب : د محمد عبدالكريم الزيود
إلى الرقيب البطل زاهر سعد العجالين
زاهر وجه من وجوه بلدي حرقته شمس الوطن وشبّ على الطوق فتىً أردنيا " به سمرة تغوي البنات".. جاء ليعيد لنا زمنا أردنيا جميلا وأن بلدنا ما زالت زاخرة بقصص التضحية والفداء وأنه من سلالة الطين والطيب الأردني التي أنبتت فرسانا وشهداء...
زاهر جندي ترّبى في ميادين المجد ولا يعرف أضواء كاميرات الفضائيات ولا يعرف مايكرفونات إذاعات الغنج الذين تسابقوا إليه ليكسبوا جمهورا جديدا في إعلاناتهم ... زاهر يعرف أنه تربى على قيم الشجاعة والشهامة والنخوة وهبّ لأنقاذ أربعة أطفال داهمهم السيل وسحبهم نحو البحر ورغم أنه في إجازه لم ينتظر أمرا عسكريا ولكنه إستمع لصوت الحق في ضميره ، ورغم خطورة تدفق المياة لم يحسب للموت أنه قادم .. ولم يكتف بالجلوس أمام شاشات التلفزيون ويلعب على هاتفه وينتقد الحكومة ويمارس دور البطولة الفيس بوكية..
زاهر لم يخيّب ظن والديه وجيرانه وبلده .. لم يدرس في الجامعة ولم يشارك في "ورشات عمل" السفارات ولا يعرف "تشاركية الشباب والعمل التطوعي" لأنهما ببساطه مغروستين في دمه منذ أن ارضعته أمه حليبا طاهرا ...
زاهر هو مثلنا أردني بسيط ... وجه يشبهنا فقرا وعزة وإباء، لا يقبل الضيم ولا يصمّ أذنيه عن صريخ إمرأة وطفل ، حاله حال كل الأردنيين وشهداءه الذين أسلموا الروح مخافة أن يتقوّل قائل عليهم يوما أنهم خافوا الموت .. زاهر يا نسل وصفي وراشد وسائد .. أعدت بعضا من كرامتنا و من ثقتنا ، لم تتهرب من مسؤوليتك كما يفعل الوزراء ، لم يخجلوا من الله ولا من أهالي الضحايا ..!!
زاهر ولوددتُ أن تكرّم في وسط البلد حيث الفقراء مثلك .. لأنك لا تتقن إرتداء ربطات الزيف .. ولا تجيد إتيكيت الكذب ومجاملات عطر السكرتيرات وكلام سادتهنّ .. رأيتك البارحة تهرب عيونك خجلا من الكاميرا ولم تنتقِ كلامك وخانتك لغتك .. أما هؤلاء المسؤولين فيكفيك أنك عريتهم ولو لبسوا كل كذب الدنيا..
زاهر كثّر الله من أمثالك .. يا بقيّة أهلنا الطيبين ويا "ريحة هلي" ....