نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية:
بقلم الدكتور بشير الدعجة.
مجاري السيول وقاطنيها يعرفوا كيف يتعاملوا معها... فهي بيئتهم التي ترعرعوا فيها ويعشقوا مجاري السيول وفيضانها ... لأنها الخير لهم ولمواشيهم...فهم يدعو الله بكرة وعشيا وينتظروا هذه اللحظة بفارغ الصبر والرجاء...
التحذير من مجاري السيول أصبح موضة عند بعض المؤسسات المعنية في التعامل مع الأحوال الجوية بعد كارثة البحر الميت وسيول الطريق الصحراوي ومادبا...
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة... هل نظمت هذه الجهات إحصائية بينت فيها الأشخاص الذين تضرروا من السيول... من حيث أماكن سكناهم... سبب تواجدهم عند مجاري السيول... أسباب انجرافهم مع السيول... الخ.
أجزم أن ساكني مجاري السيول لم يتضرروا منها لسبب بسيط ( ملعبهم وارضهم وبين جمهورهم)... او أهل مكة ادري بشعبها... ومجاري السيول هي شعب من شعيب اي وادي...فقد عشت طفولتي على مجرى السيول لا بل ولدت على مجرى سيل.... ونكبر ونهلل عند رؤيتها..
اتمنى من الجهات المعنية أن توجه رسائلها التحذيرية إلى الفئات المستهدفة وهي سكان المدن وضواحيها لقلة خبرتهم في التعامل مع مجاري السيول... والأحداث الأخيرة المؤسفة اشارت الى ان الغالبية العظمى من الشهداء والجرحى ليس من سكان مجاري السيول....
سكان مجاري السيول ارصادهم ومجسات استشعارهم للتحوط من السيول هي أدوات بيئتهم كالجربوع وبعض حيواناتهم....
يجب على الجهات المعنية اعادة صياغة رسائلهم الإعلامية وَمحتوياتها للفئات المستهدفة بحيث تحتوي على نصائح وإرشادات في كيفية التعامل مع السيول وفي كافة الظروف السابقة والملازمة واللاحقة للحالة الجوية....ولا تحسدوا سكان مجاري السيول من نعمة المياة التي تنعشهم ومواشيهم...
اللهم اسقنا الغيث وأكثر سيولنا وعبيء سدودنا... واغث سكان مجاري السيول وحلالهم... فهم يرفعوا أكفهم إليك.. جالسين على حافة مجاري السيول عين ينظرون بها إليك ... وعين على مجرى السيل بانتظار زبده.... وللحديث بقية
# د. بشير الدعجة