نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
عماد المرينة بني يونس
لم يترك الأجداد رحمهم الله مناسبة ما ، إلا وقالوا بها الأمثال ، توصيفاً لتلك المناسبة ، وهذا لم يأت إلا من رجالٍ عركتهم الحياة ، فخرجوا لنا بثمار تلك التجارب ، عن خبرة وفطنة منهم . ولا يكاد فصل الشتاء تحديداً يخلو من هذه المناسبات ، فهناك الكثير من القصص والأمثلة التي ضربت توصيفاً لذلك الفصل ، ومنها ما يسمى بخمسينية الشتاء.
#خمسينية_الشتاء : فترة تقدر بخمسين يوماً ، تأتي بعد المربعانية وتقدر من ناحية جغرافية في الفترة الواقعة ما بين الأول من شهر شباط إلى الثاني والعشرين من شهر آذار ، وتقسم إلى أربع فترات كل فترة تسمى باسم (سعد) ، وهذه الفترات تقسم كل منها بإثني عشر يوماً ونصف اليوم ، ومجموعها خمسون يوما مقسمة كالآتي.
#سعد_الذابح : يبدأ من الأول من شهر شباط وينتهي بالمنتصف الأول من اليوم الثالث عشر من نفس الشهر.
وقد قالوا عنه السلف (سعد الذابح ما في كلب نابح) أي أنك لا تشاهد كلاب الشوارع المنتشرة لأنها تختبى من شدة البرد بحثاً عن التدفئة
وهذا دليل على شدة برودة الطقس في تلك الفترة.
#سعد_ابلع_أو_البالع : ويبدأ من المنتصف الثاني من يوم الثالث عشر من شهر شباط وينتهي في الخامس والعشرين من نفس الشهر .
وقد قالوا عنه السلف : (سعد ابلع بوكل ما بشبع ) وهذا دليل على كثرة الأمطار في تلك الفترة وقدرة الأرض على استيعابها في الوقت ذاته.
#سعد_السعود : ويبدأ من المنتصف الأول من السادس والعشرين من شهر شباط وينتهي في العاشر من شهر أذار.
وقد قالوا عنه السلف : (سعد السعود بتدور الماوية بالعود) وهذا دليل على أن الماء يبدأ يدور في عروق الأشجار لكي تحصل عملية التبرعم.
#سعد_الخبايا : ويبدأ من العاشر من شهر أذار وينتهي في الثاني والعشرين من نفس الشهر .
وقد قالوا عنه السلف (سعد الخبايا بتطلع الحيايا ) ، وهذا دليل على طلوع الشمس بعد طول انتظار ، لطرد الرطوبة الماكثة في بطن الأرض ففيها تخرج الخبايا أي الزواحف وغيرها من باطن الأرض ، لتتلقى مزيداً من أشعة الشمس التي لطالما انتظرتها بفارغ الصبر .
وبهذا تكون خمسينية الشتاء قد انقضت ، ودخل فصل الربيع حاملاً معه حياة جديدة ، مالئه بالحب والخير والعطاء ، لما ستخرجه الأرض من ثمار ناصعة ذات جودة عاليه ، آملين من حكومتنا الرشيدة أيضاً أن تخرج لنا بقرارات ناصعة ذات جودة عالية ، تسهم في رقي حياة المواطن الأردني ، الذي كاد أن يتلاشئ لولا رحمة الله بنا.
والله من وراء القصد