نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
الكاتب الأردني حسام القاصي .
تتلاشى غرابةُ هذا العنوان في البلاد العربية إذ يعلم الجميع حجم تغلغلَ هذا المفهوم في شتى مرافق الحياة فيها ؟!، على خلاف البلاد الغربية التي تقدمُّ الكفاءة على كُلِّ اعتبار !.
يُشبعونَك شِعاراتٍ بَرَّاقةٍ عن مُحاربَتِها ومَن يَبُحَّ صوته ويُتعبَ حُنجرته مناديا بخطرها ومدى ضررها وإفسادها أحوالَ الناس ( هُو أولُ من يسيرُ برِكابها ويمتطي صهوتها ويَعُدُّ لها العُدَّةَ ) وعلى اختلاف المسميات !.
عُموما الواسطةُ لا غُبارَ عليها إذا كانت تسيرُ على أرجلٍ سليمةٍ تُسهِّلُ للناس أمور حياتهم وتضعُ االنقاط على الحروف وتقيم العدل في أخذ الحقوق وإحقاق المكتسبات، وعليهِ فإنَّ دُعاةَ مُحاربةِ الواسطةِ حَالُهم ( كحالِ النَّعامةِ التي تُخفي رأسَها في التراب ) ؟!.
وعِندَ عَرضِ المسألةِ على بساطِ الحَقيقةِ تَشُمَّ رائحةَ عِكرِ العِنادِ الذي يُغَبِّشُ عُيونِ رافضي مَبدأ ( الواسطه )، نَعَم ( مَبدأ الواسطه ) هكذا نسيرُ في الإتجاهِ الصَّحيح، الذي سَيُوَفِّرُ عَلَينا عَناءَ تَصادُمِ الآراءِ وعَرقلةِ خُطى المَسير، سيما في زَمنٍ وَصفهُ ب ( الأغبرِ ) الذي يَكثُرُ فيه كَدَرُ من يُعَكِّرونَ الأجواء .
وعِندَمَا تَتَوَحدِ الآراءُ حول ( مَبدإِ الواسطةِ ) يَنبغي أن نتعرض لمسألتين اثنتين :
أولاهُما : الحرصُ ما امكنَ على تخليصِ الواسطةِ من كُلِّ المظاهرِ التي لا تليقُ بها ( رشوه، إبتزاز، مُقايضه، إستغلال ) وغيرها منَ المظاهر الغير نبيله ؟.
ثانيهما : وجوب توفير ( واسطه لمن لا واسطه له ) وهُم كُثُر ؟، بحيثُ يُترَكُ لهمُ النَّزيرُ - دَفعاً لِبربَرتِهم -، وبذا تتحققُ العدالةُ النِّسبيَّةُ أملاً بتوسيعِ حَجمها ( لمَّا تتوفر البرشوات التي تحملُ القناعةَ ) إلى قُلوبِ من - لا يَشبَعون ـ !.
قد لا يُعجبُ هذا الطرحَ الكثيرَ ( مما سيُولِّدُ مزيدا من بُؤَرِ اللَّعبِ من تَحت الطاولات - وما أكثَرَهَا - )؟، فالواسطةُ بَلسمٌ لعلَّهُ يُصِبْ بمداهُ كلَّ البَشر، عندها سيُصبحُ سُؤالَ ( مين واسطتك ) ؟ مَشروع، وبذا تُوَزَّعُ الغنائمُ حسبَ حجمِ الواسطات ( اقصدُ قَدْرَ القااااامات).
ولو حَاولَ امرؤُ التَّذاكي على هذا الطرح ( فليكن مُتأكداً انَّ من حَبَّرَ هذه الحُروفَ ) كانَ غيرَ مُقتنعاً بها على إطلاقها ؟، ومعَ ذلكَ هو يبحثُ الآنَ عن واسطةٍ تَصيبُهُ بلُطفها علَّ لِبَعضِ شأنه أن يَتَغيَّرَ للأفضل .
فمحزنٌ أن تنهيَ زوجتي دراستها الجامعيه :( بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه ) من أفضل الجامعات الحكوميه، بتقدير ممتاز، وبأرقى التخصصات ، ولا تتحصل على وظيفه في السلك الأكاديمي الجامعي ؟.
في حين ان غيرها قد تربعو على مربعات التعيين منذ تخرجهم ( وأخالُ أنهم من كانوا يهمسون لها أملاً بمعلومه ) أثناءَ مسيرة الدراسه الجامعيه !.
( أَبحثُ عَن واااااااااااااااااااسطه ).
- نَعَمْ صَحِيح -.
✍? __