نيروز الإخبارية : اليوم والأمس.
بقلم محمد طالب عبيدات.
تغيرات مذهلة ومفارقات كبيرة وحتى عجيبة على الحياة وفي الدنيا نلحظها بين اﻷمس واليوم، ورغم التقدم التكنولوجي فمعظم الناس ما زالوا يتغنون بالماضي أكثر من الحاضر، وربما الوقوف على اﻷطلال له ما يبرره:
1. إنتزعت البركة من حياتنا هذه اﻷيام، فلا قيمة للوقت أو المال أو حتى الجهد مقارنة بالماضي القريب، وكأن الحياة باتت دون طعم او لون او رائحة.
2. الشعور الذاتي يتجلى بأن الماضي أفضل ربما لغايات الهروب من الواقع، وعدم الرغبة في مواجهة التحديات عن طريق التغني بمنجزات الماضي.
3. طعم كل شيء قد تغير، فلم نعد نرى فواكها ولا خضارا دون أسمدة كيماوية يطغى فيها الحجم وسرعة النمو على الطعم كثيراً.
4. طباع الناس قد تغيرت، فالقيم والمبادئ أصبحت موديلا وموضة قديمة، والقابض عليها كالقابض على الجمر.
5. التقدم التكنولوجي متسارع جداً واﻹختراعات بإطراد، لكنها لم تنعكس على حياة الناس كثيراً فكانت وبالا عليهم أكثر من لهم أو خدمتهم.
6. اليوم دمار وحروب وشقاء ونكد وتوجه نحو كدر الحياة، بيد أن اﻷمس فرح وبساطة وطيبة ونعيم أكثر.
7. الماضي يعيد لنا الشباب ويشعرنا بالقوة، ويذكرنا بأناس أعزاء إفتقدناهم ولم يعودوا معنا، لذلك ربما نشتاق ونحن إليه، لكن الحقيقة هي الواقع واﻷحلام هي المستقبل.
8. التغني بالماضي شيء جميل لكن العمل للمستقبل أفضل، وربما الفائدة الوحيدة للماضي هي الدروس والعبر والوقوف على أطلال الذكريات الجميلة ببساطة ﻷن الماضي لن يعود.
9. الماضي حلو لكنه لم يعد موجوداً ، ورغم ذلك من لا ماضي له فلا حاضر له يذكر، فلنعيش الحاضر بحلوه ومره وهذا لا يمنع التغني بالماضي.
بصراحة: مفارقات الماضي والحاضر واﻷمس واليوم كثيرة لكنها تشكل طعم الحياة بحلوها ومرها، ففيها وقفة للتأمل وأخرى وقوف على اﻷطلال وثالثة نظرة لﻷمام، لكنها تشكل لوحة وفسيفساء الحياة وسنتها فنكبر وتكبر معها اﻷيام.