نيروز الإخبارية : «صورة المجتمع والسياسة
:ماذا بعد30عاما على مسيرة الديمقراطيه في الاردن؟»
بقلم الدكتور جمال الدبعي حياصات
منذ عام 1989 حتى الآن تم انتخاب (8)مجالس نيابية،وبدأت الأحزاب السياسية في ممارسة نشاطاتها ،وفق قانون وإجراءات حكوميه،ازدادت فيه أعداد الاحزاب السياسية ،كانت المشاركة السياسية مقبوله من مختلف الفعاليات الشعبيه،ويبدو المشهد السياسي لدور مجلس النواب في دورته الحادية عشرة،والثانية عشرة،اكثر قوة وتفاعل مع قضايا المجتمع والحكومه،من خلال دوره الرقابي والتشريعي،فيما نجد بعد ذلك تراجعا واضحا وضعف ملموس في التأثير والثقة المتبادلة ما بين المجالس النيابيه والحكومة والشعب،وكذلك غياب دور واضح للأحزاب السياسية في الإسهام بتشكيل حكومة برلمانية وفق منظومة العمل الحزبي،بمقابل تعديلات متعددة في آليات وإجراءات الانتخابات التشريعية،والتي كانت ومازالت تجري في إطار قانون انتخابي يتغير على طيلة المجالس ودوراته منذ(13-19)،فيما غابت صورة ودور الأحزاب السياسية،على الرغم من محاولة الحكومه إتاحة الفرصة والمجال لها عبر تعديلات في قانون الانتخابات،سواء من خلال الدوائر الانتخابية،وقوائم الانتخابات،إلى جانب ضعف الإقبال الجماهيري في الانخراط بالأحزاب السياسية،على الرغم من كل المحاولات في وضع مسارات تعزز الثقه بالعمل العام والحزبي،حيث بقيت الأحزاب الاردنيه تراوح مكانها،في عدم إقناع الشارع العام بجدواها وتاثيرها ،والذي يتضح من خلال ضعف الإقبال الجماهيري،والمشاركة السياسية وبخاصة من الشباب.
خلاصة القول بأن هناك مفاهيم أساسية وجهود ينبغي أن تقوم بها الحكومة من جهة والأحزاب من جهة أخرى،لإزالة العوائق القانونيه والتشريعية،المتعلقة بالأحزاب،وانتقال الأحزاب الى المجتمع وملامسة قضاياه وهمومه،بصورة واقعيه،تسهم في إقناع وتوعية أفراد المجتمع بالمشاركة السياسية ،لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب والنهوض في مختلف المجالات،ومواجهة تحديات وقضايا المجتمع في إطار برامجي يعالج المشكلات،ويقدم الحلول الاقتصاديه والاجتماعية المناسبه.بمعنى آخر إعادة النظر في صورة التفاعل الحقيقي المنظور ما بين الأحزاب السياسية الاردنيه والمجتمع،من خلال الوصول لحكومة برلمانية تحقق الرؤى المستقبلية لأبناء الوطن...وللحديث بقية.
الدكتور جمال الدبعي حياصات