نيروز الإخبارية : لم يعد عمل الخير والمبادرات الاجتماعية يقصران على العون المادي والدعم النفسي، بل اتسعت لدعم المعرفة والحوار، وتأسيس فضاءات للنقاش، ووسيلة لعلاج النفس والجسد.
كما لم يتوقف الكتاب عند الغذاء الروحي، بل ذهب لحض الروح لتقديم الخير والعون للمساهمة في الشفاء، وعلاج الناس من خلال مردوده.
وفي الفكرتين ثمة مؤشرات على فهم جديد للكتاب، وتوجه اجتماعي حضاري يعزز الثقافة المجتمعية ويرتقي بالنفس والعقل.ويحقق تدفق تعميم القراءة وتوطن الوعي بأهمية الكتاب والمطالعة ، وبث الحوارات والتعرف على المبدع الأردني ودعمه.
كان النشاط الأول في السلط بحضور الكاتبة سميحة خريس والحاصلة على عدة جوائز عربية وعالمية، حيث قامت «مبادرة كتاب» بزيارة بيت عزيز وهدب بمدينة السلط لدمج ثقافة الأدب وثقافة السياحة الداخلية والإطلاع على مبادرات الشباب الأردني.
وتحدثت الروائية خريس في البيت بحضور عدد من محبي المطالعة والقراءة عن مدينة السلط وذكرياتها وجماليات المكان، وعلاقة تلك الجماليات ببناء النص الأدبي بشكل عام والروائي خصوصاً، لافتة إلى أن المكان يفرض حضوره بمقدار ما يشتمل من تاريخ وحكايات وأحداث.
وقالت إن السلط مدينة تحوي على كل مقومات الروي لجهة المكان والتاريخ العريق لنضالات أهلها وإنجازاتهم الوطنية
خريس خلال برنامج نظمته «مبادرة» كتاب التي أسستها وتقوم عليها روند إرشيد أبو هنطش وإنبثقت عنها مجموعة «كتاب يجمعنا» و»كتاب يسعدنا»، ألقت الضوء على رواياتها وطقوس الكتابة والجوائز التي حازتها رواياتها وتجربتها مع الكتابة.
إلى ذلك أقامت جمعية الشابات المسيحيات بالفحيص، ضمن محافظة البلقاء بالتعاون مع مبادرة مسار الخير حملة لبيع كتاب والدة الطفلة ميريانا للمساهمة في جمع جزء من تكاليف علاج الطفلة المصابة بمرض الشلل الدماغي التشنجي،على هامش حفل اقامته الجمعية برعاية رئيس بلديتها.
وكانت لينا أبو سمحة والدة ميريانا قامت بكتابة قصة قصيرة للاطفال بعنوان «سنطير إلى البيت» بطلتها ابنتها واخواها جعفر ومصطفى، بهدف تأسيس وانشاء مسار منهجي يعمل على ادماج الاطفال من اصحاب الاحتياجات بمجتمعهم وبيئتهم وبين أقرانهم وفي محيطهم المدرسي والعائلي، من خلال تخصيص كتابات قصصية تتحدث عن حالات مختلفة من الاعاقة بطريقة تعزز دورهم في مجتمعهم وتجعل من حولهم يتعاملون معهم كأطفال طبيعيين وقادرين.
فكرة الكتاب جاءت لمساهمة الأم واصرارها وعاطفتها التي لم تقبل أن تقف مكتوفة الأيدي أمام محنة ابنتها ذات الأربعة أعوام ، فشرعت بإعداد كتابها القصصي والاعلان عن بيع النسخة الواحدة منه بخمسة دنانير للمساعدة بتغطية تكاليف رحلة علاج طفلتها الباهضة إلى أميركا التي تقدر بحو (100.000) دولار
وكانت الرأي نشرت في عدد سابق عن معاناة ميريانا تحت عنوان"هل يمكن لميريانا ان تطير لأميركا بخمسة دنانير" الكتاب لم يعد غذاء للروح بل أصبح وسيلة للمحبة والتسامح وأعز مكان حينما يغدو المكان وعاء للمعرفة والخير.