الوطن .... ليس أرضًا نعيش عليها، ولكن هو كيان يعيش فينا! ويوم الاستقلال ليس كباقي الايام, وتاريخه ليس كأي تاريخ، إنما هو تاريخ صنعه رجال عظماء ولم تصنعه المصادفة.
إن تخليد ذكرى الاستقلال يعد مناسبة وطنية لاستلهام ما تنطوي عليه من قيم سامية وغايات نبيلة لإذكاء التعبئة الشاملة وزرع روح المواطنة التواقة إلى آفاق أرحب ومستقبل أرغد، خدمة لقضايا الوطن وإعلاء مكانته وصيانة وحدته والمحافظة على هويته ومقوماته والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته ... السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
ان الاستقلال الوطني صنعه رجال عبروا التاريخ من أوسع أبوابه وتركوا بصماتهم الواضحة فيه، وأسهموا بشكل أو بآخر في تغيير كثير من أحداثه، فاستحقوا منا عظيم التقدير لهم ولجهودهم المشكورة، بأن نكتب عنهم للتاريخ لتفخر الأجيال القادمة بهذه الرجالات الطيبة، فالأرض الأردنية كانت وستبقى ولاَّدة لشخصيات كان العمل العام نهجاً لهم، فقدَّموا للوطن دون انتظار أي مقابل أو مكاسب .
يقال… من أراد أن تذكره الأجيال ذكراً حسناً فلا بد أن يسهم في صياغة مسيرة الوطن ، والذي يقف الكلام أمامهم خجولاً ويعجز القلم عن إيفائهم حقهم من الوصف وذكر مناقبهم وصفاتهم وإنجازاتهم
كل الأحترام إلى كل فارس من فرسان هذه الوطن الكبير ... وعلى رأسهم المتقاعدون العسكريون والمحاربين القدامى.
ويعود يوم الاستقلال لنستذكر في خواطرنا وقلوبنا شهداء الوطن، وما نسيناهم إنما نستنهض اليوم من ذكراهم معاني وحدتنا وتماسكنا ورباطة جأشنا في وجه التحديات، ونستلهم من بطولتهم معاني البذل والعطاء، ونستحضر بكل الفخر تضحيات منتسبي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وتضحية كل مخلص روَّى بدمائه مسيرة حملت راية الحق والعدل، ابتدأت برصاصة من مكة، مروراً بمعان والقدس وعمان.
واليوم وفي خضم تحديات الحاضر الماثلة على المشهدين الإقليمي والدولي، وفي خضم مرحلة جديدة لا تقل صعوبة في جوانبها السياسية والاقتصادية عن ما سبقها من مراحل، يمضي جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين _ حفظه الله _ متقدماً الصفوف في مساعيه الشجاعة والحكيمة للدفاع عن مبادئ الأمة، وعن قيمها، وعن مقدساتها، ويمضي من خلفه الأردنيون يدفعهم انتماؤهم لعروبتهم، وولاؤهم لقيادتهم، وتعود ذكرى الاستقلال من جديد لتقول للعالم أن الأردن ما زال على العهد والوعد، وسيكتب التاريخ حاضرنا كما كتب ماضينا، وستمضي المسيرة بقيادة آل هاشم إلى ما شاء الله لها أن تمضي، وسيكون الأردن أقوى مع إشراقة كل يوم، وسيظل الحصن المنيع، المدافع عن حقوق الأمة ومستقبل الأجيال، شامخاً أبياً، وهو ما نستمده من إيماننا بعدل الله في الأرض، وما تخبرنا به تجارب الأيام في مسيرتنا في ظل آل هاشم الكرام.
أدام الله على أردننا نعمة الأمن والاستقرار، وزاده خيراً ورفعة في ظل جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين_ حفظه الله _ وسدد على طريق الخير خطاه